الثلاثاء 23 أبريل 2024 مـ 01:10 مـ 14 شوال 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

محمد توفيق بعد رفض دعوى أسرة أحمد زكي ضده: الشخصية العامة ليست ملكًا لمن ينتمي إليها

فن  الكاتب محمد توفيق
فن الكاتب محمد توفيق

كشف الكاتب محمد توفيق تفاصيل القضية التي رفعها ورثة الفنان الراحل أحمد زكي ضده بعد أن رفضتها المحكمة، معربًا عن سعادته وشكره لكل من سانده خلال هذه الأزمة.

وكتب أحمد توفيق منشورًا عبر حسابه الشخصي بموقع فيسبوك، وجه من خلاله الشكر لكل من سانده خلال هذه الأزمة قائلًا: ألف شكر وإن كان الشكر لا يكفي وممتن لكل كلمة حلوة خرجت من قلوبكم فوصلت إلى قلبي.

وعن تفاصيل القضية قال أحمد توفيق: قبل غلق الحديث عن تلك القضية، التي تؤكد وقائعها أنها ليست شخصية لكنها تخص كل كُتاب مصر، أود أن أروي لكم ما جرى خاصة أني على مدار الستة شهور الماضية لم أستطع الرد؛ لأني كنت في انتظار حكم القضاء، وتقرير الخبير.

وتابع محمد توفيق: بالأمس صدر حكم الدائرة الثانية استئناف من محكمة القاهرة الاقتصادية برفض الدعوى رقم 17 لسنة 16 ق، المقامة من ورثة الفنان أحمد زكي ضد ناشر ومؤلف كتاب أحمد زكي 86.

واستكمل محمد توفيق: وهنا سألني الزملاء الصحفيون، إذا لم تتكلم الآن، فمتى؟، القصة بدأت باتصال تليفوني من أحد الزملاء الصحفيين في شهر أكتوبر الماضي يخبرني بأن ورثة الفنان أحمد زكي رفعوا قضية ضدي بتهمة إهانة أحمد زكي، فجلست مع عدد كبير من السادة المحامين وأغلبهم أكد أني سأخسر هذه القضية.

واستكمل محمد توفيق: وظللت أبحث عن المحامي المناسب حتى وصلت إلى الدكتور حسام لطفي القامة القانونية الرفيعة الذي بمجرد أن استمع لي أخبرني أن قضيتي عادلة وسأنتصر فيها، ويسعده قبولها دون نقاش في تفاصيل الأتعاب.

وواصل محمد توفيق: كانت طلبات الورثة واضحة وكذلك أهدافهم: الحجز على الكتاب، وحصر الإيراد الناتج عنه، وسحبه من الأسواق، ومنع تداوله مكتوبًا أو صوتيًا أو الكترونيًا، هذا بجانب حقهم في طلب التعويض المادي المناسب لإهانة نجم بحجم أحمد زكي.

وأضاف محمد توفيق: أما الادعاءات فهي، تناول الكتاب الكثير من الأكاذيب والافتراءات المدسوسة بالسيرة الفنية والحياة الخاصة للفنان أحمد زكي، تلفيق أحداث في حق الفنان ووالدته، واعتبروا أن الكتاب حملة تشهير ممنهجة ضد الفنان أحمد زكي، ويمس شرف وسمعة الفنان ووالدته.

واستكمل محمد توفيق: وانتقو خمس عبارات فقط من كتاب يضم 40 ألف كلمة، ومنها:
أمه لم تآت إليه كعادتها ولم تضمه إلى صدرها، ولم تجعله يجلس فوق قدميها أو إلى جوارها فبدأ الخوف يتسلل إلى قلب الصغير فعرف الخوف قبل أن يتعلم النطق، لم أفهم الخطأ في هذه العبارة.. لكني عرضت أمام المحكمة بالمستندات أنها جاءت على لسان أحمد زكي.

وتابع محمد توفيق: وقالوا أيضا: استكمالًا لمسلسل الأباطيل: وفي أحد الأيام كان أحمد يقيم حفل عشاء بمناسبة زواج ابن خاله، وقبل بداية العشاء حضر حارس العمارة التي يقيم فيها، وتحدث معه البواب بصورة لم تُعجبه، فاحتدَّ على البواب وضربه.. وبعد لحظات هدأ أحمد وعاد إلى شخصيته ونادى على حارس العمارة واعتذر له وقَبَّل رأسه وطلب منه الجلوس في المطبخ وأعطاه أصنافًا كثيرة من الطعام للعشاء مع زوجته وأولاده.

وأردف محمد توفيق، قائلًا: لم أفهم أيضا الخطأ في هذه الواقعة لأن الذي رواها هو ابن خال الفنان أحمد زكي، وكان الفنان ما زال على قيد الحياة، أما العبارة الثالثة التي اعترضوا عليها فهي: أمسك عبد المنعم بيد أحمد وذهب إلى بيت محمود راتب وزوجته الست وطنية التي بمجرد أن رأت الولد الصغير الذي لا يستطيع أن يرفع عينيه من الأرض من شدة الخجل حتى احتضنته ليطمئن قلبه وتهدأ نفسه.

رفض دعوى أسرة أحمد زكي ضد الكاتب محمد توفيق

وقال محمد توفيق: ثم قالوا: نسخ خيوط روايته الكاذبة بمقولة ظل إحساس أحمد بالغربة يسيطر عليه بل كان يزداد حين يرى الشفقة في عيون من حوله، تعجبت من وصف هذه العبارة بالرواية الكاذبة.. رغم أنها جاءت على لسانه في حوارات كثيرة عرضتها على المحكمة، كل ما سبق تم الرد عليه وبالمستندات، ولم يُشكل لي أي ضغط أو قلق.. لكن الجزء الأخطر في الدعوى والذي يخص جميع كتاب مصر هو قولهم في عريضة الدعوى: أنه لا يحق لأي أحد تناول سيرة شخصية عامة دون أن يحصل على إذن كتابي مسبق من ورثته.

واستكمل: وقالوا أيضًا: الكاتب لم يحصل على موافقة كتابية من الورثة بما يخالف القانون المصري، وأن الورثة يملكون الحقوق المالية والأدبية لسيرة الفنان وكذلك صوره، وهو حق أبدي لا يمكن التنازل عنه، والثابت خلو الأوراق من وجود إذن من الورثة، هذه العبارة كانت السبب الأول في إصراري على إكمال هذه القضية حتى نهايتها فإما أن يحق للكاتب أن يكتب عن الشخصية العامة أو لا.. وسألت نفسي كثيرًا هل بلد تكتب السيرة منذ آلاف السنين على جدران المعابد لا يوجد فيها حُكم قضائي واحد يؤكد أن الكتابة عن الشخصية العامة حق لكل كاتب دون الرجوع للورثة.

أزمة الكاتب أحمد توفيق وورثة أحمد زكي

وأضاف: هنا أدركت أنها ليست مسألة شخصية بيني وبين ورثة الفنان أحمد زكي.. وإنما هو تأصيل لمبدأ عام، فالحكم هو عنوان الحقيقة.. إما أن نكتب بحرية أو نصمت للأبد، وجاء حُكم المحكمة الاقتصادية برهانًا على حق الكاتب في الحديث عن الشخصية العامة دون الرجوع للورثة طالما لم يتعمد الإساءة، وقد استند الحُكم على تقرير يضم 62 صفحة للدكتور حمادة صلاح خبير الملكية الفكرية الذي انتدبته المحكمة، وجاء فيه، ليس لأي من الورثة الحق في الاعتراض على ما كتب لا سيما أن كل ما في الكتاب ينطق بحب الفنان وإبراز موهبته الاستثنائية وعلاقاته بمحبيه من أهل الفن والإعلام.

وتابع محمد توفيق حديثه قائلًا: ليس في الكتاب أي عبارة تنطوي على الإساءة إلى الفنان، وإن هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية للفنان أحمد زكي، وإنما يؤرخ لحوادث مصرية عاصرها الفنان، وتعرض لها المؤلف بأسلوب قصصي استخدم فيه أسلوب فلاش باك، وهو الواضح من العنوان حيث اتخذ عن عام 1986 نقطة انطلاق في تقديم دراسته التحليلية لأحداث مصرية من خلال شخصية عامة سكنت وجدان المصريين والعرب لفترة من الزمن.

وواصل محمد توفيق حديثه: الفنان أحمد زكي شخصية عامة ويحق لأي شخص الكتابة عنه شريطة عدم تعمد الإساءة، إن ورثة الفنان حسب ما هو ثابت قانونًا في كل الأنظمة القانونية لا يملكون حجب أي شخص عن التصدي لشخصية عامة بالتحليل والنقد مادام قد استفى ذلك من مصادر محددة، المؤلف لم يتناول السيرة الذاتية للفنان، بل تناول ما جرى في مصر عام 1986 من خلال عيون أحمد زكي.

وتابع قائلًا: مما تقدم: ليس للورثة أي حق في منع صحفي محترف من الكتابة عن شخصية عامة، لأن الشخصية العامة ليست ملكًا لمن ينتمي إليها، ويحق للجميع التعرض لها بالتأريخ والحكي والرواية والتحليل ما دام قصد الإساءة غير وارد، وليس للورثة الحق التعامل مع سيرة الشخص المشهور باعتبارها مصنف فكري محمي بقانون الملكية الفكرية، فهم لا يملكون هذه المادة لأن الشخص المشهور سيرته ملك يمين من يعرفه ويتتبع أخباره.

واختتم توفيق حديثه قائلًا: وبناءً عليه: لا يلتزم الكاتب بأن يستأذن الورثة، فهو لم يستعن بهم لمعرفة مجهول لا يعلمه عن الفنان قبل شهرته، ولم يحصل منهم على أي متعلقات شخصية، ولم يطلب منهم تغطية إعلامية لما كتب، وبالتالي فإن سعيهم إلى فرض الإذن المسبق منهم قبل تأليف الكتاب أو نشره لا محل له.