الإثنين 20 مايو 2024 مـ 03:10 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

حياة نازحي غزة في المخيمات العشوائية.. «قليل من الخبز كثير من الإصرار»

المخيمات العشوائية
المخيمات العشوائية

أسر بالكامل هُجرت، أطفال لم يجدوا ذويهم لكنهم وجدوا الونس والمأوى المؤقتين، سيدات يحلمن بالعيش في طمأنينة، ورجال ينتظرون نهايات أوجاع طالتهم دون ذنب، فراق للأحبة ينتشر في كل مكان لكن الثابت هو الصمود المصحوب بالأمل، إرادتهم ومقاومتهم تتحدى رصاصات وقذائف وصواريخ قوات الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من رحيل الأهل، تجمعهم كسرة خبز وطبق «المجدرة أو الشكشوكة» إذا وجدوه، لا كهرباء ولا مياه نظيفة ولا حتى أسّرة ينامون عليها، هكذا هي حياة النازحين من غزة المحتلة إلى مخيمات النازحين في خان يونس.

نازحة فلسطينية: نتحمل على أمل أنّ نعود يومًا إلى دارنا

خيام قماشية لا تقي من حرارة الصيف ولا برد الشتاء، أعدتها وكالة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غرب مدينة خان يونس لإيواء النازحين من الشمال في غزة، لكنها ربما لم تأمن أيضًا من القصف الإسرائيلي الذي اغتال إنسانية الأهالي، وقتل الأطفال الأبرياء والمدنيين العُزل، وفق فادية أبو عاصي، معلمة نازحة مع أهلها إلى المخيمات: «عايشين ميتين، لا حياة ولا أدنى مقوماتها، نجونا من الموت وجئنا إلى المعاناة، هنا نتجمع عائلات كثيرة مع بعض في خيمة قماشية لا تتعدى مساحتها الـ4 أمتار، لكننا نتحمل على أمل أنّ نعود يوما إلى دارنا، نتجمع مع أحبتنا».

أمام خيمة بمخيم خان يونس، وثقت عدسة المصور الصحفي هاني الشاعر، صورة رجل سبعيني يدعى جميل أبو جراد، يجلس في حالة صعبة بعدما فقد أحبته من بينهم أبنائه الـ3 وحفيدته، وفق حديثه لـ«الوطن»: «رحلوا أحبابي فلم يعد لي أحدا في غزة، جئت إلى المخيم راجيا رحيل الآلام عني والهموم عني، فاتح صدري لربنا بعد ما سابوني ولادي وحفيدتي اللي كانت حياتي، لكن عندي يقين إني سأعود يوما ما إلى داري التي تهدمت، سأعيد بناءها بيدي التي دفنت بها أبنائي وحفيدتي».

«علي»: نعيش حياة مأساوية

إلى جوار الخيام القماشية، اصطحب علي عليان أطفاله، ليشاركوه في إعداد بعض المأكولات التي تسد رمقهم وغيرهم من الرفقاء الجدد، مستعينًا بحجرين من الطوب وبعض كسرات الخشب في طهو الطعام، وفق حديثه: «جيت هون مع زوجتي وأطفالي، وبنحاول نساعد بعض كلنا، بنطبخ لعدد من الخيمات مش بس عيلتي، لكن نعيش حياة مأساوية ما في طعام كتير متوفر، يا دوب بنعمل كشكوشة وشوية مجدرة بمكونات بسيطة».

طفل رضيع تحدق عيناه إلى عدسة المصور، لم يستوعب عقله الصغير ما يدور حوله، وأشقاؤه الذين تشبثوا بـ«حبل الغسيل»، متخذين منه ساترا ظنا منهم أنه لن ينقطع وسيحميهم من رصاصات الغدر، وإلى جوارهم ظلت والدتهم هناء النجار، تراقبهم وهي تطهو لهم بعض أطباق الـ«مجدرة»، التي تتكون من العدس والقمح المسلوق وزيت الزيتون، وفقا لها: «نزحت أنا وولادي لكن عايشين حياة صعبة، تركنا بيوتنا وباقي أهالينا، لم أتواصل مع زوجي منذ أكثر من 10 أيام لا أعرف إذا كان حيا أو ميتا، عايشين وكأنه يوم القيامة قرب».

أصوات القذائف تحاوطهم من كل اتجاه، لكنهم لا يبالون بما يحدث من حولهم، ربما لم تستوعب عقولهم ما يحدث، يلعبون ويلهون مع بعضهم البعض بجانب المخيمات، وفق مرام النجار: «صغاري لسة ما مدركين اللي بيحصل، أنا فقدت 8 أفراد من عائلتي، ولا أعرف شيئا عن إخواتي، سيبت داري ونجيت بأطفالي لكني بموت مليون مرة من الخوف كل يوم، نفسنا ها الحرب تنتهي، والكابوس يخلص ونرجع نلتقي».

نحو 25 كيلومترا هي المسافة التي قطعتها ولاء الشامة، من غزة إلى مخيم اللاجئين وذلك بعد التحذيرات الإسرائيلية لهم بضرورة إخلاء منازلهم والنزوج إلى الجنوب، حاملة على إحدى يديها طفلتها التي لم يتجاوز سنها الـ10 أشهر: «كان لازم نمشي مشان أطفالنا مش علشانا، ولكن في الطريق كانت الأهوال تحيط بنا، القصف ما توقف والتجربة كانت صعبة، وصلنا للمخيم الحياة أصعب، ما في مكان ننام فيه، ولا طعام كافي ولا كهرباء ولا مياه نظيفة، ما راح نستحمى ولا أطفالنا بالكاد بنلاقي مياه لسد احتياجات إعداد الطعام والشرب، ولا دواء».

وبحسب وكالة تشغيل اللاجئين «الأونروا»، فإن مخيم خان يونس يأوي أكثر من نصف مليون من المواطنين النازحين من شمال غزة إلى الجنوب، لكنهم يعيشون حياة صعبة تخلو من المقومات الأساسية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1694518953288-0'); });