الخميس 9 مايو 2024 مـ 02:48 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

مدير «صحة غزة»: آلاف الأطفال مهددون بفقدان حياتهم بسبب اكتظاظ المخيمات

د. منير البرش
د. منير البرش

قال الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة فى قطاع غزة، إن النازحين يواجهون ظروفاً صحية مأساوية وقاسية للغاية، فى ظل النقص الشديد للأدوية، إضافة إلى انعدام أنواع عديدة أخرى، ما يهدد بفقدان الآلاف حياتهم، وهو ما حدث بالفعل لبعض الجرحى جرّاء العدوان الإسرائيلى، الذين نزحوا من الشمال، لافتاً إلى أنّ السبب يرجع إلى عدم تلقيهم العلاج لفترات قد تصل إلى أسبوعين، ما فاقم من حالتهم الصحية وتدهور وتلوث جروحهم وأدى إلى استشهادهم.

وأضاف البرش»، فى حواره لـ الوطن»، أنّ مراكز الإيواء التابعة لوكالة أونروا» ومخيمات النزوح جنوبى القطاع هى بؤر أساسية لانتشار الأمراض والعدوى، خاصة مع حلول فصل الشتاء واكتظاظها بالنازحين الذين أجبرهم جيش الاحتلال على ترك منازلهم فى الشمال والاتجاه إلى أقصى الجنوب حتى مدينة رفح.

كيف تبدو الأوضاع الصحية فى مخيمات النزوح؟

- الوضع فى قطاع غزة متقلب للغاية، وفى الحقيقة فإن الأوضاع كارثية ومؤسفة وخطرة للغاية، لأن آلاف النازحين ليس لديهم ملابس ثقيلة تقيهم من البرد، كما أن خيمة النزوح الواحدة يقيم فيها نحو 50 فرداً، وبالتالى فإن إصابة خمسة منهم بأمراض تنفسية كفيلة بأن تنتشر العدوى بين جميع الموجودين فى المكان، وما يزيد الأمر صعوبة هو عدم إمكانية الحصول على علاج فى ظل العدوان والظروف الراهنة، وغالبية المرضى والمهددين بالموت هم من الأطفال، كما أنّ المستلزمات الطبية التى نحصل عليها لا تغطى احتياجاتنا فى ظل تفاقم الأوضاع وانتشار الأمراض.

د. منير البرش: الغبار الناتج عن غارات الاحتلال عامل آخر لانتشار الأمراض التنفسية

ما الأمراض التى تنتشر بين النازحين، خاصة مع حلول فصل الشتاء؟

- هناك العديد من الأمراض التى بدأت بالفعل فى الانتشار بين النازحين، وأبرزها التهابات الجهاز التنفسى الحادة، حيث سجلت وزارة الصحة فى غزة إصابة ما يزيد على 71 ألف إصابة بين النازحين، وذلك منذ منتصف أكتوبر الماضى والعدد مرشح للزيادة بنسب كبيرة جداً نتيجة اكتظاظ الملاجئ المتمثلة فى خيام النزوح، كما تم تسجيل ما يقرب من 50 ألف إصابة بحالات النزلات المعوية والإسهال أغلبها بين الأطفال لمن هم أقل من 5 سنوات والنساء، بالإضافة إلى رصد ألف حالة مصابة بجدرى الماء وأكثر من 500 حالة طفح جلدى، و12 ألف حالة جرب، وكل تلك الأمراض والفيروسات تأتى نتيجة النقص العام للمياه، بالإضافة إلى الصرف الصحى الذى بات يُغرق الشوارع بعد تدمير البنية التحتية والشبكات والمصارف الخاصة به، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة خطر انتقال العدوى. كما أنه من الوارد جداً أن يكون هناك عامل آخر لانتشار الأمراض التنفسية وهو الغبار الناتج عن غارات الاحتلال الإسرائيلى، إذ إنّ هناك عدداً كبيراً من المرضى يصلون إلى المستشفيات مصابين بأعراض وأمراض تنفسية حادة وخطرة، وذلك نتيجة استنشاقهم الغبار المتصاعد من القذائف والصواريخ التى تطلق على رؤوس الأطفال والنساء وتحوى مواد مثل البارود والمتفجرات، وعندما تنفجر وتحترق تنبعث منها غازات مليئة بالكربون الذى يؤثر فى الجهاز التنفسى.

كيف يتسبب التعرض للمواد الحارقة فى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى؟

- التعرض للمواد الحارقة أثناء القصف يؤدى إلى تدمير الأغشية المخاطية فى الجهاز التنفسى، وهو ما يسبب مرض الالتهاب الرئوى الاستنشاقى، كما أن المشكلة الكبيرة فى غزة تتعلق بالضرر الحرارى على الجهاز التنفسى، ومعظم المرضى كانت عليهم آثار الفوسفور الأبيض الذى أطلقته طائرات الاحتلال فى سماء غزة وأثر فى الجهاز التنفسى، حيث حرق القصبات الهوائية، وتسبب فى أورام فى البلعوم، كما أنّ 30% من الطواقم الطبية أصيبت بالالتهاب الرئوى نتيجة الفيروسات المنتشرة فى المستشفى، وكذلك بسبب استنشاق الغبار الموجود على ملابس الضحايا التى تحمل مواد كيماوية لا نعلم محتواها.

مستشفيات غزة

خروج مستشفيات القطاع عن الخدمة باستثناء مشفيين أو ثلاثة فى الجنوب يعمق من الأزمة والمعاناة، إذ إنّ هناك 80% من مرافق الرعاية الأولية لا تعمل، إضافة إلى تعطل 95% من المستشفيات عن العمل، والجدير بالذكر أنه كان هناك حوالى 3500 سرير فى المستشفيات فى جميع أنحاء غزة قبل العدوان، وأصبح هناك الآن ما يقدر بحوالى 1000 سرير فقط، بينما بلغ متوسط الإشغال فى مستشفيات وزارة الصحة 216% حتى أيام قليلة مضت، ونأمل أن يتم التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار لإنقاذ حياة مئات الآلاف من سكان القطاع.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1694518953288-0'); });

موضوعات متعلقة