الخميس 25 أبريل 2024 مـ 02:54 مـ 16 شوال 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

وزير خارجية الصين فى إفريقيا.. مصر بوابة «القارة السمراء»

مصر بوابة إفريقيا
مصر بوابة إفريقيا

تدرك الصين أهمية مصر كبوابة للقارة الإفريقية، ولهذا تحرص بكين على التعامل مع القاهرة على أنها حليف وشريك استراتيجي في المنطقة، حسبما يرى خبراء ومحللون تحدثوا إلى "الدستور"، بالتزامن مع جولة وزير الخارجية الصيني في إفريقيا ومصر.

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة وزير الخارجية الصيني، تشين قانج، لمصر وعدد من الدول الإفريقية، تحمل ملفات كثيرة تتركز على الأبعاد الاقتصادية والتنموية والاستثمارية أكثر منها سياسية.

وأضاف فهمي في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور": أعتقد أن الشراكة الصينية الإفريقية مهمة لتنشيط اتفاقيات التجارة والاستثمار والاتفاقيات البينية، والاتفاق على حوار إفريقي صيني أضاف بعض المجالات منها معدلات التجارة وتنمية التبادلات التجارية.

وتابع بقوله: هناك تفاصيل كثيرة سيتم طرحها في هذه الجولة، لكن في تقديري الأهم من الملفات هو تأكيد الحضور الإفريقي الصيني، خصوصًا في دول التماس الاستراتيجية، مشددًا على أن مصر هي النافذة الرئيسة في هذا الإطار، وبالتالي زيارة وزير الخارجية الصيني للقاهرة استكمال للنطاقات العربية الإفريقية التي تتحرك فيها الصين في هذا التوقيت.

وأشار فهمي، إلى أن الاستراتيجية الصينية الجديدة للتحرك في دوائر النفوذ تأتي ردًا على التحركات الأمريكية الروسية، مع وجود تنسيق روسي صيني في هذا الإطار. وكذلك تركيز الصين على البعدين التنموي والاقتصادي أكثر من السياسي.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الصين تطرح نفسها في هذا الإطار، إضافة لربط الاقتصاديات الإفريقية والمشروعات الخاصة، وليس بالضرورة مشروع مبادرة الحزام والطريق، إنما بكين تريد اليوم تعزيز وجودها وتطبيق اتفاقياتها مع الدول الإفريقية.

واختتم فهمي تصريحاته بالقول: أعتقد أن الزيارة مهمة، وتأتي ردًا على التحركات الأمريكية الروسية في هذا السياق، وبحثًا عن تواجد صيني في المنطقة الإفريقية بصورة كبيرة في الفترة المقبلة.


مكاسب اقتصادية

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى أبوزيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، إن زيارة وزير الخارجية الصيني، تشين قانج، لمصر وعدد من الدول الإفريقية، تأتي في توقيت بالغ الأهمية؛ وسط العديد من المتغيرات الاقتصادية السلبية على المستوى الاقتصادي العالمي، جراء تداعيات طول أمد الأزمة الأوكرانية.

وأضاف أبوزيد في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أن الزيارة لمصر تؤكد قوة العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، ويتضح هذا جليًا في العلاقات الاقتصادية، حيث تعتبر الصين من أهم الشركاء التجاريين لمصر، ووصل حجم التبادل التجارى بين البلدين في الـ9 شهور الماضية من عام 2022 إلى 12.7 مليار دولار، مقابل 11.9 مليار دولار عن نفس الفترة من عام 2021.

وتابع الخبير الاقتصادي بقوله: بلغ حجم الصادرات المصرية للصين إلى 1.5 مليار دولار خلال 9 أشهر من عام 2022، مقابل 11.1 مليار دولار عن نفس الفترة من عام 2021، بالإضافة إلى ارتفاع قيمة الاستثمارات الصينية فى مصر خلال العام المالى 2022/2021 إلى 563 مليون دولار مقابل 485 مليون دولار فى العام المالى 2020/2021.

وأشار إلى أن هذه الأرقام تعطي دلالة قوية على أهمية مصر الاستراتيجية والاقتصادية بالنسبة للصين، باعتبارها بوابة النفاذ للقارة الإفريقية، بالإضافة إلى امتلاك مصر كافة المقومات والإمكانيات التى يمكن من خلالها إحداث نقلة نوعية فى شكل العلاقات الاقتصادية بين البلدين فيما يتعلق بجذب العديد من الشركات والصناعات الصينية ليكون مركزها الصناعي مصر.

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن توطين الصناعات في مصر سيجعلها نقطة لانطلاق البضائع إلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وبالتالي سيكون لمصر العديد من المكاسب الاقتصادية من زيادة حجم الاستثمار الأجنبي المباشر، بما يدعم الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي إلى جانب زيادة الإنتاج وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة تساهم في تراجع معدل البطالة.

ويزور وزير الخارجية الصيني، تشين قانج، مصر وإثيوبيا والجابون وأنجولا وبنين ومقر الاتحاد الإفريقي ومقر جامعة الدول العربية في الفترة من 9 إلى 16 يناير الجاري، وذلك لتعميق الشراكة الاستراتيجية والتعاونية الشاملة بين الصين وإفريقيا وتعزيز التعاون الودي بين الصين وإفريقيا.

وبحسب المتحدث باسم الخارجية الصينية وانج ون بين، فإن هذه الزيارة إلى إفريقيا هي الزيارة الأولى لوزير الخارجية تشين قانغ بصفته وزيرًا للخارجية الصينية، وذلك وفق وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وأضاف: لقد كان تقليدًا رائعًا منذ 33 عامًا أن يقوم وزراء خارجيتنا بأولى رحلاتهم الخارجية إلى إفريقيا في بداية العام الجديد.. يوضح هذا مدى تقدير الصين لصداقتها التقليدية مع إفريقيا ونمو العلاقات الصينية الإفريقية.