الخميس 25 أبريل 2024 مـ 06:27 مـ 16 شوال 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

حاصل على بكالوريوس التجارة.. محمد أمين يصنع ويبيع الفوانيس طوال العام

من الشائع أن الفوانيس ترتبط بشهر رمضان المبارك حيث يقبل الكثيرون على شرائها احتفالًا بهذا الشهر أو في مناسبات أخرى مماثلة لكن في الحقيقة يستخدم الفانوس في أغراض أخرى طوال العام من بينها أعمال الديكور والإنارة وغيرها، كما يقتنيها بعض السائحين كقطعة فنية أو كهدية تذكارية.

في إحدى أزقة الدرب الأحمر تجده جالسًا في ورشة صغيرة بدائية الوسائل المستخدمة في التصنيع، مرتديًا نظارة ويتصفح كتابًا باحثًا عن نموذج جديد لتطوير عمله، محمد أمين في العقد السادس من عمره ورث مهنة صناعة الفوانيس النحاسية وتشكيل النحاس عن أجداده، فعلى الرغم من حصوله على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس إلا أنه بقى متمسكًا بمهنته باحثًا عن تطويرها، خاصة أنه يبيع الفوانيس طوال العام وليس في شهر رمضان وحسب.

بدأ محمد العمل مع والده وهو في المرحلة الابتدائية وأتقن المهنة وعمل على تطويرها، لكن الفانوس أخذه إلى عالم آخر، ليدخل في تفاصيل هذا الفن في كل العصور ليبحث عن تفاصيل كل عصر من هذه العصور وأهم ما يميز الفانوس في هذا العصر كما أنه يبحث دائمًا عن التصميمات المختلفة.

فيقوم بزيارة الأماكن التي بها فوانيس من بينها المتحف الإسلامي أو المتحف القبطي أو المعبد اليهودي، حيث يتنوع طرز الفوانيس في منها المربع والمستطيل والهرمي والمخروطي والمضلع والمقبب وذو السلاسل والجواسق والأهلة حسب الفترة الزمنية التي يعود إليها.

واشتهر محمد بمهارته في صناعة الفوانيس وثقافته في هذا المجال منذ صغره، مما أهله للسفر للعمل في تصميم إنارة المساجد في العديد من الدول العربية من بينها عمان والأردن والعراق، فكان يقوم بتصميم وصناعة الإنارة التي تتناسب مع التصميم المعماري الخاص بالمساجد، كما أن لديه العديد من الزبائن الذين يحرصون على اقتناء أعماله سواء داخل مصر أو خارجها.

ويقول محمد في حديثه لـ«البوابة»؛ إنه طول فترة عمله وبحثه في هذا الفن توصل أنه ليس مرتبط بالمسلمين فقط فالبعض يهتم بالفانوس كشكل فني وعمل إبداعي ولا يربطه بالشعائر الدينية، كما أن هناك مناسبات غير شهر رمضان يشترى فيها الفوانيس.

ويضيف أنه لا يتوقف عن البحث عن طرق تطوير صنعته فيقوم بزيارة الأماكن المختلفة والقراءة والاطلاع على الكتب الخاصة بالزخرفة والفن الإسلامي، كما أنه دائم الاطلاع على كتب الرسم الفني الخاصة بطلاب التعليم الفني حيث يستخدمها كمرجع في تصميماته وطرق تنفيذها، علاوة على ذلك ينتهج أسلوب متطور في الدعايا والإعلان فهو دائم الاشتراك في المعارض والفعاليات المختلفة ويقوم باختيار منتجاته حسب المكان والفاعلية فيقوم بتحديد المنتج حسب المناسبة وحسب المستوى الاجتماعي والتعليمي والاهتمامات المختلفة لهم وكذلك جنسياتهم ومعتقداتهم الدينية.

وفي نهاية حديثه؛ أعرب محمد أمين عن قلقه من انقراض هذه المهنة نظرا لعزوف الشباب عن تعلمها فهي أصبحت غير مجزية مادية نظرا لارتفاع أسعار الخامات، إلا أنه ينصح أصحاب المهنة بتطور منتجاتهم والبحث دائما عن طرق مختلفة للتسويق تتماشى مع معطيات العصر الحديث.