السبت 20 أبريل 2024 مـ 01:58 صـ 10 شوال 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

ما بعد «قمة جدة».. مصر تحظى بـ«دعم مضاعف» فى قضية سد النهضة.. وتوقعات بانفراجة فى السودان

 

 

رأى خبراء وسياسيون أن القمة العربية الـ٣٢، التى عقدت فى مدينة جدة بالسعودية، أسهمت فى إعادة توحيد الرؤى العربية تجاه قضايا وأزمات الشرق الأوسط، وسعت إلى اتخاذ مواقف عربية أكثر تماسكًا.

وأشادوا بالمخرجات التى انتهت إليها القمة، معتبرين أنها تسهم فى حل كثير من الأزمات التى تعانى منها المنطقة، وتصحح الكثير من الأوضاع، وتسهم فى توطيد العلاقات العربية.

قال النائب الأردنى خليل عطية، إن البرلمانيين كممثلين للشعوب العربية فى المجالس النيابية يطمحون دومًا إلى أن تكون نتائج أى قمة عربية أفضل من ذى قبل، ويطمحون إلى المزيد من التكامل والتعاون العربى المشترك، وصولًا إلى وحدة الموقف العربى.

وأضاف «عطية» أن نتائج القمة وبيانها الختامى يشيران إلى صناعة رؤية مختلفة عن الرؤى السابقة، حيث عادت القضية الفلسطينية على سبيل المثال لتتصدر ملفات القمة، كما عاد ملف التكامل العربى والتعاون ليجد مكانه المستحق فى البيانات الختامية وفى كلمات الزعماء العرب.

وواصل: «يمكن البناء كثيرًا على مخرجات قمة جدة، وأعتقد أن تكثيف اجتماعات القادة العرب على مستوى القمة من شأنه لم الشمل العربى أكثر وتوحيد الصف، وأنا متفائل بأن يتم تفعيل مخرجات القمة على الأرض فى المستقبل القريب».

ورأى أن القيادة المصرية تدرك جيدًا أن الملف المائى مؤرق للغاية للشعب العربى وليس المصرى وحده، ولهذا تم طرحه فى قمة جدة، إذ يعانى الأردن على سبيل المثال من شح مائى متصاعد.

ولفت إلى أن ما تعانيه مصر من شح مماثل يستوجب معه أخذ ملف المياه بعين الاعتبار، لأنه ملف يمكن أن تُشنَّ حروب لأجله، وهى الأزمة التى تركز عليها مصر بشكل عام ومعها كامل الحق فى تناولها.

وتابع: «فى هذا المقام أعبر عن دعمى ومؤازرتى وكل الشعوب العربية لموقف الأشقاء فى مصر فى الحفاظ على التوازن المائى، ودعمهم الكامل فى البحث عن أمنهم المائى والدفاع عنه».

وذكر الدكتور حسن شايب دنقس، مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية فى السودان، أن القمة عقدت فى ظروف استثنائية، لوجود متغيرات فى البيئة السياسية داخل عدد من الدول الأعضاء، كما ألقى الصراع الدولى الحالى بظلاله على القمة.

وأضاف أن القمة ركزت على القضية الفلسطينية، وأكدت ضرورة التوصل لتسوية شاملة، ويظل السؤال الذى يطرح نفسه: ما الآلية التى من خلالها يمكن للجامعة العربية أن تصل لهذه التسوية؟

وأكمل: «الجامعة العربية ليست لديها آلية فاعلة، فهى منذ إنشائها تعوّل على دور مصر الدبلوماسى فيما يتعلق بالأزمات داخل الدولة الفلسطينية».

وفيما يتعلق بالشأن السودانى، قال: «كان يجب على المشاركين فى القمة الاعتراف والإقرار الكامل بأن قوات الدعم السريع تعتبر مهددة للأمن القومى السودانى الذى يعتبر بوابة للأمن العربى، بل مهددة للأمن والسلم الدوليين، وأن القوات المسلحة السودانية هى من لديها الشرعية فى الدولة».

وبيَّن أن القمة أكدت ضرورة إنهاء أى ميليشيات عسكرية فى أى دولة عضو، لكنها أطلقت دعوة دبلوماسية حول الحوار الهادف لإنهاء تمرد «الدعم السريع» والتوصل إلى التهدئة، فى الوقت نفسه الذى تشن فيه قوات الدعم السريع هجمات على المؤسسات الخدمية ومواقع السلك الدبلوماسى.

وأشار إلى أنه من أهم نتائج القمة العربية رفضها أى عملية تدخل دولى فى السودان، لأنه من شأنه أن يزيد من حدة الصراع.

واعتبر أن طرح مصر قضية الأمن المائى وسد النهضة فى القمة أمر مهم جدًا، لذلك يجب دعم القاهرة بما يحفظ لها وللخرطوم حقوقهما المائية، التى سيكون تأثيرها بشكل مباشر على الأمن المائى والغذائى للوطن العربى.

وقال: «أرى أن مخرجات القمة العربية جيدة، إذا ما وجدت آلية فاعلة تعمل على تنفيذها على أرض الواقع».

واعتبرت رحمة حسن، الباحثة فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن القمة العربية بمثابة إعادة هيكلة لتوحيد الرؤى العربية تجاه قضايا الشرق الأوسط.

وقالت: «ستساعد القمة فى اتخاذ مواقف عربية موحدة فى ظل حالة الاستقطاب الدولى، لحلحلة العديد من القضايا فى ظل وضع محتدم يحتاج للتوافق العربى لضمان شفافية تطبيق المعايير الدولية، ولعل أهم القضايا التى جرى التوافق عليها القضية الفلسطينية، والتأكيد على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية والعودة لمفهوم السلام الشامل والدائم، القائم على حل الدولتين وفقًا لقرارات الأمم المتحدة، ورفض أى تعدٍ على الأراضى الفلسطينية».

وأضافت: «كما ستعمل القمة على متابعة الأوضاع المتأزمة وإنهاء الانقسام الفلسطينى وتأكيد العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية بالأمم المتحدة»، مشيرة إلى تأسيس اللجنة الوزارية العربية مفتوحة العضوية، برئاسة الدولة العضو، التى تتولى الرئاسة الدورية للقمة، وعضوية الجزائر ومصر والأردن وفلسطين وقطر ولبنان والمغرب وموريتانيا.

ولفتت إلى التأكيد على تشابك الأوضاع الأمنية للدول العربية، وأخيرًا التكامل الاقتصادى لمواجهة الضغوط الغربية، خاصة بعد استقبال المملكة ثلاث قمم عربية، آخرها القمة العربية الحالية، وسبقها حضور الولايات المتحدة، واجتماع آخر يضم الصين، فيمثل الموقف العربى الموحد تجاه القضايا المشتركة تكتلًا فاعلًا أمام محاولات الاستقطاب لخدمة هدف واحد بعيدًا عن المصالح العربية.