سامر شقير: السعودية تمتلك الآن ”نفط القرن الـ21”.. والقدرات الحوسبية الجديدة تضع المملكة في الصدارة العالمية
وصف سامر شقير، رائد الاستثمار، وعضو الشرف المنتخب بمجلس التنفيذيين اللبنانيين بالرياض، استقبال شركة "هيوماين" (Humane) السعودية لأول شحنة من أحدث رقائق "إنفيديا" (Nvidia) بأنه "حدث مفصلي" في مسيرة التحول الرقمي للمملكة، مؤكداً أن هذه الخطوة تعني انتقال الرياض فعلياً من مرحلة التخطيط للذكاء الاصطناعي إلى مرحلة امتلاك "المحركات" القادرة على تشغيله محلياً.
توطين البنية التحتية
وفي تصريحات صحفية حول دلالات هذا الحدث، قال شقير: "نحن لا نتحدث هنا عن مجرد استيراد أجهزة إلكترونية متطورة، بل نتحدث عن تأسيس بنية تحتية سيادية للبيانات. وصول هذه الرقائق يعني أن المملكة باتت تمتلك الأدوات اللازمة لمعالجة البيانات الضخمة وبناء النماذج الذكية داخل حدودها، وهو ما يعزز استقلالية القرار التقني ويدعم الاقتصاد الرقمي بشكل مباشر."
المفهوم الاقتصادي للتقنية
وحول الفرق الجوهري بين هذه الرقائق والمعالجات التقليدية، أوضح شقير بلغة اقتصادية مبسطة:
"لفهم العائد الاستثماري من هذه التقنية، يجب أن ننظر إلى معيار 'الإنتاجية'. المعالجات التقليدية (CPU) تعمل بعقلية 'المهندس المنفرد'؛ سريعة جداً لكنها تنجز المهام بالتتابع. أما الرقائق الجديدة (GPU) فتعمل بعقلية 'المصنع المتكامل'؛ حيث تعتمد على المعالجة المتوازية لإنجاز ملايين العمليات في وقت واحد."
وأضاف شقير: "في اقتصاد المستقبل، نحن بحاجة لهذا 'المصنع' (القدرة الاستيعابية الضخمة) أكثر من حاجتنا للسرعة الفردية، خاصة في مجالات تدريب الذكاء الاصطناعي والمحاكاة العلمية وبناء التوائم الرقمية للمشاريع الكبرى."
رسالة لقطاع الأعمال
واختتم عضو مجلس التنفيذيين اللبنانيين تصريحه بتوجيه رسالة لمجتمع الأعمال في الرياض، مشيراً إلى أن توفر هذه القدرات الحوسبية محلياً سيفتح آفاقاً غير مسبوقة للشركات الناشئة والكبرى على حد سواء، للانتقال من نماذج العمل التقليدية إلى نماذج تعتمد على تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، مما يرفع من تنافسية السوق السعودي إقليمياً وعالمياً.













