السبت 20 أبريل 2024 مـ 12:59 صـ 10 شوال 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

وثائق بريطانية تكشف دور بريطانيا في حرب 1967

حرب 1967، صورة أرشيفية
حرب 1967، صورة أرشيفية

كشفت وثائق بريطانية سرية، عن تخوف لندن وقلقها الواضح من تبعات انتصار مصر، في أزمة إغلاق مضيق تيران، الذي كان سببًا في اشتعال حرب 1967، على الوضع العام في المنطقة، وإعادة تشكيل القوى الاقتصادية في الشرق الأوسط.

وكشفت الوثائق السرية أن الحكومة البريطانية، قدمت مصالحها الاقتصادية - التي كانت ترتبط وثيقًا - مع الدول العربية، على تأييدها الظاهر لإسرائيل، بعدما رفضت الأخيرة الاستجابة للنداءات الدولية بعدم إعلان الحرب.

وتشير الوثائق أيضا إلى تهديد الدول العربية، مع بداية الحرب في الخامس من شهر يونيو 1967، بسحب أرصدتهم من البنوك البريطانية، في محاولة للضغط على لندن لسحب تأييدها لإسرائيل، وإقرارها بحق مصر في غلق خليج العقبة، والتحكم في حركة السلع الاستراتيجية المتجهة إلى إسرائيل.

وأعلنت إسرائيل قرار الحرب، ردًا على إغلاق مصر خليج العقبة، الأمر الذي أثر بشكل كبير على الاقتصاد دولة الاحتلال، وفي هذه الحرب التي استمرت 6 أيام فقط، احتل الجيش الإسرائيلي كل سيناء وقطاع غزة من مصر، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية من الأردن، ومرتفعات الجولان من سوريا.

وكشفت الوثائق عن محاولة لندن، والتي كان يترأس حكومتها أنذاك هارولد ويلسون، على الإمساك بالعصا من المنتصف، بما لا يقطع دعمها لإسرائيل، وبشكل يمتص غضب الدول العربية، التي تأثرت من نتائج حرب الأيام الستة.

وسعت الحكومة البريطانية - القوة العسكرية الثانية بعد الولايات المتحدة - إلى تجنب أي سلوك يظهرها كعدو للعرب، بعد إغلاق مصر لخليج العقبة، عبر مضيق تيران، عبر طرح العديد من الأفكار، لإنهاء الإغلاق وضمان حرية الملاحة.

وتكشف الوثائق رفض بريطانيا خطة عرضتها واشنطن لتشكيل قوة عسكرية أمريكية بريطانية مشتركة لإنهاء الإغلاق، وضمان حرية الملاحة في خليج العقبة.

ورفض مجلس الوزراء البريطاني، في جلسته التي عُقدت في الخامس والعشرين من شهر مايو 1967، برئاسة هارولد ويلسون، الطرح الأمريكي الذي ظهر إلى العلن ، باعتباره يضر بمصالح لندن في المنطقة.

وأعلنت الحكومة البريطانية رفضها الصريح لاستخدام قوات البحرية البريطانية في البحر الأحمر، بما فيها حاملة الطائرات إتش إم أس هيرميس، لفرض حرية مرور السفن في خليج العقبة بالقوة العسكرية، مؤكدة أن هذا الطرح يعتمد على "فهم خاطئ"، وغير مقبول لنا سياسيًا.

وحاولت بريطانيا الالتفاف على فكرة التدخل العسكري المباشر التي طرحتها الولايات المُتحدة الأمريكية، لتفادي نشوب حرب جديدة بين الدول العربية وإسرائيل، من خلال تشكيل تحالف دولي حتى لا تتورط كلا الدولتين مع العرب، وبما يحمي مصالحهما الاقتصادية.

وشدد رئيس الوزراء على ضرورة أن يُشرح الموقف البريطاني بوضوح في أي مباحثات مع الأمريكيين بشأن الأزمة.

وتقرر أنه "يجب أن يكون واضحا في النقاشات في واشنطن أن المملكة المتحدة لا ترغب في أن تبدو كأنها في المقدمة في أي إعلان بشأن حرية الملاحة في خليج العقبة، وأن أي قوة دولية ربما يتم تشكيلها بغرض صيانة هذه الحرية لا ينبغي أن تكون إنجليزية أمريكية فقط".

وقبل ستة أيام من بدء الحرب، توقعت الاستخبارات البريطانية انتصار إسرائيل فيها.

وتوقعت الحكومة البريطانية أن تتلقى إسرائيل هزيمة فادحة، وفقًا لما ورد في مذكرة وزير الخارجية البريطاني، التي تم عرضها على مجلس الوزراء، في التاسع والعشرين من مايو 1967، مؤكدًا أن تكلفة هذه الحرب "ستكون باهظة الثمن" إذا ما شاركت مصر والتحالف العربي فيها.