الخميس 9 مايو 2024 مـ 10:39 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

ليبيا الغائبة عن أحضان العرب

إبان العدوان الثلاثي علي مصر 1956وضعت بريطانيا في موقف لاتحسد عليه حين رفض الجانب الليبي استخدام القواعد البريطانية لضرب قناة السويس، كما لم يسمح لقواتها المرور من مالطا في اتجاه مصر عبر السواحل الليبية، مما أثار الرأي العام في لندن ومجلس العموم البريطاني رغم وجود اتفاقية ممهورة بين الطرفين الليبي والبريطانيي بحق الأخير استخدام القواعد البريطانية المتواجده علي الشواطئ الليبية، الأمر الذي أغضب مجلس العموم مطالبا بإلغاء الإتفاقية، وكان موقف الملك ادريس السنوسي بأن بعث برئيس الوزارء عبدالمجيد كعبار إلي لندن برسالة رفض لإستخدام القواعد الليبية لضرب مصر.

هكذا كان الموقف العربي تجاه مصر، وهكذا ألهمت القاهرة العواصم العربية بحركات التحرر ورفض الهيمنة والوصاية الغربية علي شعوب المنطقة... اذن ما الذي يحدث الأن وماذا تغير هل تبدلت المواقف؟ ومن يقف ضد إرادة الشعوب صانعة القرار وتقرير المصيرفي ليبيا؟.

هل تخلت الدول العربية عن مساندة ليبيا في أزمتها؟ ومتي تعود ليبيا موحدة تحت قيادة منتخبة بإرادة شعبية حرة دون تدخل أو وصاية من أحد.
يهمنا الشأن الليبي كسائر الأمم العربية، لاسيما أن ليبيا هي العمق الاستراتيجي المصري وخط أحمر لمن تسول له نفسه تهديد الأمن القومي المصري، فضلا عن أواصر المحبة والمصاهرة والبعد التاريخي الذي يربط بين البلدين، مثل هذه الأمور تستدعي معرفة مجريات الأمور علي أرض ليبيا وإلي أين وصلت المباحثات واللقاءات وماهي السيناريوهات المتوقعة، فكل الأمنيات أن يستقر هذا الوطن وينعم بالأمن والأمان ويصبح القرار الليبي شأن ليبي ليبي يصنعه الليبيون بأنفسهم من أجل عودة الوطن أمنا مستقرا.

لم تتمخض اللقاءات الأخيرة بنتائج اجتماعات المغرب بين أعضاء لجنة "6+6" عن جديد يدفع بالقضية الليبية نحو الأمام في ظل ترحيب الدولي بمثل هذه الإجتماعات من أجل إنهاء الأزمة الليبية. ان لجنة "6+6" المشكلة من 6 أعضاء من مجلس الدولة يقابلهم 6 أعضاء من مجلس النواب بقيادة عقيلة صالح المنوط بهم التحضير لملف الإنتخابات الليبية واستكمال الخطوات الممهدة للبرلمان عبر حكومة مصغرة للاشراف علي العملية الانتخابية في أرجاء ليبيا.. لم تأت الاجتماعات والتشاورات بجديد الكل يضع العقدة في المنشار، برلمان ليبي استمر دورة واحدة لأكثر من 11 عاما في سابقة برلمانية عالمية.

وحكومة قابضة علي الكرسي ليس لديها النية في ترك سدة الحكم برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والكل يعلم سواء البرلمان أو الحكومة – المنتهي ولايتهم - أن أي تحرك نحو انتخابات جديدة وفقا للدستور الحالي في ليبيا يعني أن يتخلي الجميع عن مقاعدهم وافساح الطريق لحكام جدد تنطبق عليهم شروط الترشح سواء للبرلمان أو الحكومة... هكذا تكون المحطة الأخيرة لكل اجتماعات يعتقد البعض أنها نقطة البداية لحل الأزمة وانهاء حالة الفوضي السياسية التي تعيشها ليبيا.

أكثر مايصيب الشعوب بحالة إحباط وعزوف عن الحياة السياسية أن تصبح الأجواء السياسية غامضة ومعالم طريق غير واضحة، فالطريق الي الإستقرار لايستدعي ضياع كل هذا الوقت في المباحثات والتشاور، إنما بحاجة إلي سرعة اتخاذ قرار، فالشأن ليبي ليبي وليس بحاجة للتدخل الغربي ..ليبيا ليست بحاجة إلي مبعوث أممي أو وساطة خارجية بل الشعب الليبي منتظر قرار سريع من أجل انتخابات تنقذ البلاد من حالة الفوضي السياسية، والوضع الراهن قد يروق للغرب، أو بالأحري هم صانعي الأحداث من تعقيد الملف الليبي .

ولم يخجل بعض ساسة الغرب وحكامهم من إطلاق تصريحات عدائية كما اعترفت هيلاري كلينتون أثناء عملها بادارة الريس الأمريكي بارك أوباما وإعلانها عن العلاقة المشبوهة بينها وبين جماعة الاخوان وتعزيز نفوذهم في المنطقة ودعمها لثورات الربيع العربي ونشر الفوضي في المنطقة العربية.
أيضا رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني الذي وافته المنية منذ أيام صرح قائلا أنه أخطأ كثير بأنه لم يستفيد من تداعايات الربيع العربي في ليبيا.

حين نتحدث عن التدخل التركي المستفيد الأكبر من الوضع في ليبيا والذي يعد بمثابة الباب العالي لمباركة المليشيات وولاء الحكام له، والهيمنة علي ثروات ليبيا وعن الشأن التركي في ليبيا يحتاج لمجلدات كي نتحدث عنها ونخصص لها مقالات أخري توضح خطر هذا التدخل في الشأن الليبي، وهنا نؤكد علي نقطة أساسية نقف عندها كثيرا وهي القواعد التركية والأمريكية المتواجدة في الغرب الليبي بواقع اتفاقيات تم توقيعها أثناء تولي حكومة السراج رئاسة البلاد هل يستخدمها الغرب يوما ما بموافقة الحكومة ضد العرب؟ او ضد مصر؟.

ان الوضع في ليبيا يزداد تعقيدا، مما أدي إلي هجرة الشعب بأعداد كبيرة تزداد يوما بعد يوما ويصعب علي المهاجرين العودة في ظل هذه الظروف كما يعاني هؤلاء المهاجرين من صعوبة أوضاعهم في بلاد المهجر بسبب إهمال حكوماتهم وسفاراتهم لهم، وهذا الوضع لايختلف كثيرا عن أوضاع ذويهم داخل ليبيا. بما يؤكد أن ثروات الشعب الليبي لم تعد ملك لليبيين، فضلا عن غياب الدور العربي، باستثناء أن مصر تسعي جاهدة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء وعقد لقاءات بين مجموعة "6+6" في مصر من أجل التشاور وايجاد حلول مناسبة دون تدخل في قرار مصير ليبيا فهذا أمر يهم الشعب الليبي كما تؤكد دائما مصر علي هذا المعني .

كما نتساءل أين دور الجامعة العربية من احتواء هذا الأزمة؟؟..واين دور الإتحاد الأفريقي الذي كان يمول لسنوات من الرئيس معمر القذافي..أخيرا هل يحق لنا أن نحلم بعودة ليبيا إلي المجتمع العربي؟ ليبيا حرة أبية مستقرة تنعم بالأمن والأمان ..متي وكيف هذا ماتجيب عنه الأحداث.