الثلاثاء 7 مايو 2024 مـ 11:40 مـ 28 شوال 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

خبير اقتصادي: الدولار على أجهزة التنفس الصناعي.. والجنيه أصبح مستقرا «حوار»

منجي بدر
منجي بدر

قال الخبير الاقتصادي منجي بدر، إن المتابعين للشأن الاقتصادي يعلمون جيدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية خرجت على قاعدة ربط الدولار بالذهب منذ حكم الرئيس الامريكى ريتشارد نيكسون عام 1971، وأصبح مرتبط فقط بالثقة في الاقتصاد والقوة الشاملة للدولة وربط تسعير البترول بالدولار ونشوء ظاهرة البترودولار، حتى بلغ الدين العام الأمريكى حوالى 32 تريليون دولار، ويمثل نسبة 135% من الناتج المحلى الإجمالي لأمريكا.

وأضاف «بدر» خلال حواره لـ«الوطن» أنه في عام 1971 طبعت أمريكا كميات كبيرة من الدولار ورغم الإمكانات البشرية الهائلة والثروات الطبيعية الكبيرة والتى تم تقديرها بحوالى 45 تريليون دولار، وتأتي واشنطن في المرتبة الثانية على المستوى العالمي بعد روسيا الاتحادية، والتي تقدر ثرواتها الطبيعية بـ75 تريليون دولار، فان أمريكا اعتمدت بشكل شبه كلي على دول العالم في إنتاج السلع مقابل طباعة الدولار، ما أدى لتحول الاقتصاد الأمريكي للخدمات والاعتماد على الاستيراد من دول العالم وخاصة الصين مقابل تصدير ورقة البنكنوت الدولارية، وإلى نص الحوار:

- كيف انتشر الدولار وأصبح قويا؟

فى ظل سيادة مفاهيم العولمة وسلاسل الإمداد والتوريد العالمية أصبح العالم ينتج لخدمة الأمريكان، وزاد الأمر سوءًا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينات، وانفراد واشنطن بقيادة العالم، فأصبحت الخصم والحكم فى معظم القضايا العالمية.

وجاء فيروس «كوفيد19»، وانتشر بشكل سريع عام 2020 وأغلق مصنع العالم أبوابه وحدثت مشاكل فى سلاسل الإمداد والتوريد العالمية ونقص المعروض من السلع والخدمات وارتفعت الأسعار وزادت معدلات التضخم عالميا، وتبع ذلك الصراع الروسي الأوكراني في 24 فبراير 2022 الذي عقد الأمور في العالم والدول الغربية التي لم تعودت على رغد العيش فلم تتحمل شظف العيش، وتخوف الغرب بالكامل من بدء زوال النفوذ على العالم والذى يعود عليهم بفوائد اقتصادية.

- وكيف عملت روسيا والصين على محاولة إنهاء هيمنة الدولار؟

هناك تصميم من روسيا والصين على تغيير النظام العالمى الى نظام متعدد الاقطاب وأيضا انهاء هيمنة الدولار عالميا ويبدو أن التحرك الصينى الروسي بدأ يؤتى ثماره جزئيا ، حيث طلبت العديد من الدول الانضمام الى تجمع «بريكس» والاتفاق على تسوية المدفوعات الدولية بالعملات المحلية ، وهنا ثارت الولايات المتحدة الامريكية وسخرت كل امكاناتها للمحافظة على عرش الدولار باستخدام أدوات نقدية برفع قيمة الدولار وزيادة معدلات الفائدة بغرض استمرار الثقة فى الدولار كعملة أولى فى العالم .

- هل تنجح أمريكا في السيطرة على العالم كله من خلال رفع الفائدة؟

يرى بعض الخبراء أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تستطيع الاستمرار في استخدام «أجهزة التنفس الصناعي» المتمثلة في أسعار الفائدة للدولار للمحافظة على هيبته وقيمته لاستمرار قبوله عالميا، وسوف ينكشف المستور عاجلا أو آجلا، فى حين يرى البعض الاخر، أن الولايات المتحدة تمتلك ثروات طبيعية وبشرية وعسكرية وتكنولوجية هائلة ستحافظ على ريادتها للعالم الى حين.

- وماذا عن الذين يحتفظون بالدولار؟

نقول لمثل هؤلاء من مكتنزي الدولار لقد حققت السياسة النقدية المصرية كل أهدافها في الوصول بقيمة الجنيه المصري إلى المستوى الذى يحفز النشاط الاقتصادي ويزيد الصادرات ويجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، ويحجم أو يسيطر على طوفان الاستيراد من الخارج لسلع ضرورية أو غير ضرورية ويعمق الصناعة المحلية لتعظيم الاستفادة من البنية التحتية التى شيدتها مصر فى جذب استثمارات جديدة، ونرى أنه تم تجميد أي سياسات نقدية جديدة بخفض الجنيه ومن المنتظر أن يتوازن الجنيه أمام العملات الأجنبية قريبا في ظل الخطوات الأخيرة التي تتخذها مصر إقليميًا ودوليًا من تقليل الاعتماد على الدولار.

- وكيف تواجه مصر هذه الأزمة؟

اشترت كميات من الذهب فى فبراير 2022 لكى يكون ضمن الاحتياطى للجنيه المصري فى ظل توقعات تذبذب عرش الدولار الأمريكي عالميًا، وهو ماحدث بالفعل خلال اليومين الماضيين من انخفاضه عالميا ومحليا.