خطة مواجهة.. رئيس الوزراء: تدبير مليار دولار لإنهاء أزمة الكهرباء والوصول إلى صفر انقطاع خلال موسم الصيف
تقدم الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، باعتذار إلى جموع المصريين بسبب أزمة قطع التيار الكهربائى تخفيفًا للأحمال، مؤكدًا العمل بكل قوة لتنفيذ خطة لإنهاء تخفيف أحمال الكهرباء بنهاية العام الجارى ٢٠٢٤.
وكشف «مدبولى»، خلال مؤتمر صحفى فى مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، عن وضع خطة للتعامل مع موجات ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة فى فصل الصيف الحالى، مشيرًا إلى الحاجة لمليار دولار من أجل حل أزمة انقطاع الكهرباء فى الصيف.
لا نعانى من أزمة توليد أو نقل الطاقة.. المشكلة فى تدبير الوقود.. ومصر شهدت ٣ موجات غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة
قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إن الحكومة تشعر بمعاناة المواطنين والأسر من أزمة قطع الكهرباء، مجددًا اعتذارها عن هذه الأزمة، التى وصفها بأنها «موضوع شديدة الصعوبة علينا كمسئولين».
وأضاف «مدبولى»: «على المستوى الشخصى تصلنى استغاثات وشكاوى كثيرة من مواطنين لديهم ظروف صحية أو إنسانية، وهو موضوع شديد الصعوبة، بالإضافة إلى تزامن الأزمة مع امتحانات الثانوية العامة».
وواصل رئيس الوزراء: «الحكومة شغلها الشاغل منذ حدوث أزمة الكهرباء، وبدء تخفيف الأحمال فى حدود الساعتين يوميًا، هو كيفية الخروج من هذه الأزمة بصورة نهائية.. جرى الإعلان سابقًا عن وضع خطة لإنهاء تخفيف الأحمال بنهاية عام ٢٠٢٤، ونعمل على هذا الموضوع بمنتهى القوة».
وأفاد بأنه «مع زيادة الاستهلاك المرتبطة بالتنمية الكبيرة فى البلاد، والزيادة السكانية، أصبح هناك ضغط على الموارد الدولارية من أجل تدبير الحجم المطلوب من الوقود لضمان تشغيل الكهرباء على مدار الـ٢٤ ساعة»، مشددًا على أنه «لا توجد أزمة توليد طاقة أو نقل فى الشبكات على الإطلاق، لكن المشكلة فى تدبير الوقود».
وأرجع الأزمة التى شهدها قطاع الكهرباء، إلى عدم توفر الغاز الطبيعى بالكميات الاعتيادية لتشغيل محطات توليد الكهرباء، مضيفًا: «حدث نقص فى توريد الغاز لمدة ١٢ ساعة متصلة، ما أثر على المعدل الطبيعى لتوليد الكهرباء، واضطرت الحكومة إلى زيادة فترة انقطاع التيار الكهربائى، تخفيفًا للأحمال على الشبكة الوطنية، خاصة على ضوء تعرض مصر لموجة حارة غير مسبوقة».
وأضاف «مدبولى»: «التشغيل الكامل للمحطات كان سيتسبب فى انقطاع الكهرباء، والإضرار بمحطات التوليد»، مشيرًا إلى أن «استهلاك الطاقة خلال اليومين الماضيين سجل رقمًا غير مسبوق».
ونوه إلى أن محطات توليد الكهرباء تعمل وفق مكونين أساسيين هما المازوت والغاز الطبيعى، مضيفًا: «وضعنا الخطة على أساس الالتزام بقطع الكهرباء ساعتين، للوصول إلى هدف التوقف التام عن تخفيف الأحمال قبل نهاية العام الجارى».
وواصل: «خلال شهر يونيو الجارى، حدثت ٣ موجات غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بالسنوات الماضية، خاصة الموجة التى ضربت البلاد خلال عيد الأضحى المبارك، وكانت شديدة الصعوبة، حتى فاقت درجات الحرارة الـ٤٠ درجة، وسجلت أسوان رقمًا تاريخيًا تجاوز ٥٠ درجة مئوية، ومع ذلك كانت الحكومة حريصة على متابعة الالتزام بقطع الكهرباء ساعتين فقط، مع مختلف الوزارات».
ونبه إلى أن أزمة تخفيف الأحمال لا تمس المواطن فقط، لكن تمس أيضًا القطاعات الأخرى مثل الصناعة والاستثمار، مضيفًا: «لا نريد أبدًا تضرر أى مصنع، أو أن يتأثر من موضوع إيقاف الغاز بسبب هذه الأزمة».
وصول 300 ألف طن مازوت إضافية لتشغيل المحطات.. الأسبوع المقبل
كشف الدكتور مصطفى مدبولى، عن وضع خطة استباقية للتعامل مع فصل الصيف، وتخفيف قطع الكهرباء به، فى ظل الأزمة غير المسبوقة فى ارتفاع درجات الحرارة، وذلك بناءً على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأضاف «مدبولى»: «أجريت دراسات من قِبل وزير البترول، أظهرت الحاجة إلى استيراد شحنات إضافية من المازوت والغاز الطبيعى بقيمة مليار دولار، للوصول إلى صفر انقطاع كهرباء».
وواصل: «جرت زيادة الاحتياطيات الاستراتيجية للمازوت، فى ظل أزمة ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الماضية، وجرى التعاقد على ٣٠٠ ألف طن مازوت إضافى بقيمة ١٨٠ مليون دولار، وستصل مصر خلال الأسبوع المقبل».
وأكمل: «هناك حاجة لاستيراد كميات إضافية من المازوت والغاز الطبيعى بإجمالى مليار و١٨٠ مليون دولار، لتجاوز انقطاع الكهرباء خلال فترة الصيف، بما قيمته ٥٧ مليار جنيه، وتم التوجيه بالبدء الفورى لاستقدام الشحنات بصورة فورية لتجاوز فترة الصيف، بالتنسيق مع وزير المالية ومحافظ البنك المركزى».
وتابع: «استقدام الشحنات سيأخذ فترة زمنية فى التعاقدات؛ ولكى نصل إلى الحجم الكامل من توافر جميع الشحنات لوقف الانقطاع سيكون بحلول الأسبوع الثالث من يوليو المقبل».
وبناءً على ذلك، والحديث لا يزال لرئيس الوزراء، سيتم قطع الكهرباء لمدة ٣ ساعات، خلال الأسبوع الجارى، ثم تنخفض إلى ساعتين فقط اعتبارًا من الأسبوع المقبل، وصولًا إلى التوقف تمامًا عن قطع الكهرباء طوال فترة الصيف، بحلول الأسبوع الثالث من يوليو.
وأكد رئيس الوزراء وضع خطة لترشيد الكهرباء اعتبارًا من الشهر المقبل، تتضمن غلق جميع المحال التجارية من العاشرة مساء، والمطاعم فى الواحدة صباحًا، داعيًا المواطنين إلى ترشيد استهلاك الكهرباء.
الرئيس وجّه الحكومة بالتدخل بصورة استثنائية وحل مشكلة زيادة فترات انقطاع التيار
قال الدكتور مصطفى مدبولى، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، وجه الحكومة بالتدخل بصورة استثنائية وحل مشكلة زيادة فترات انقطاع التيار الكهربائى؛ بسبب تخفيف الأحمال عن الشبكة القومية.
وأضاف أنه جرى على الفور عقد اجتماع مع الوزراء المختصين والتنسيق مع وزير المالية ومحافظ البنك المركزى لوضع خطة استباقية واستثنائية هدفها تخفيف انقطاعات الكهرباء خلال فترة الصيف، تحسبًا لتعرض البلاد لموجات حارة شديدة.
وأوضح «مدبولى» أن البلاد تعرضت مرة أخرى عقب إجازة عيد الأضحى المبارك لموجة شديدة الحرارة مستمرة تزامنت مع عودة طاقة العمل بأكملها فى أنحاء البلاد، سواء فى القطاع الخاص أو الحكومى عقب انتهاء الإجازة، ما ترتب عليه تسجيل حجم استهلاك للطاقة الكهربائية غير مسبوق اقترب من ٣٦ جيجا استهلاك قبل منتصف أمس.
وأشار إلى أن مصر لديها شبكة طاقة إقليمية تربطها بدول الجوار، حيث تستطيع الدول المشاركة فى الشبكة تصدير ما لديها من فائض فى الطاقة حال توافره لباقى الدول.
ولفت إلى أن البلاد تصدر ما لديها من فائض خلال فترة الشتاء، لكنها توقفت عن التصدير خلال فترة الصيف، فضلًا عن استيراد كميات إضافية من دول الجوار لتغطية الاحتياجات الداخلية للدولة؛ نظرًا لزيادة حجم الاستهلاك.
وشدد على أن سبب الأزمة التى شهدناها، أمس، خروج أحد حقول الغاز فى دول الجوار، التى تضخ داخل الشبكة الإقليمية عن الخدمة؛ نتيجة عطل فنى استمر لمدة أكثر من ١٢ ساعة، مشيرًا إلى أنه فور حدوث ذلك جرى تشكيل خلية أزمة، واستمرت على مدار الساعة حتى عودة الحقل للإنتاج مرة أخرى صباح اليوم بكامل الإنتاج وعودة الضخ.
وأوضح أن الدولة لم تكن تستطيع مع هذا النقص فى كمية الغاز، الاستمرار فى استهلاك الغاز الموجود فى الشبكة الداخلية، نظرًا لما كان سيترتب عليه من مشكلات فى تشغيل المحطات كافة، وعليه كان القرار هو زيادة فترة انقطاع الكهرباء حتى عودة ضخ الغاز من الدول المجاورة.
وقال إن الحكومة وضعت خطة لتجاوز فترة الصيف والتعامل مع الموجات الحارة غير المسبوقة، والوارد تكرارها خلال شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر المقبل.
وأكد أن وزير البترول عرض على مجلس الوزراء حاجته لزيادة الاحتياطيات الاستراتيجية للمازوت، مبينًا أن مصر لديها احتياطيات موجودة ويجرى استخدامها للمناورة بين المحطات وبعضها البعض، لكن تحسبًا للحرارة العالية المتوقع تسجيلها خلال الفترة المقبلة، طلب الوزير زيادة حجم هذه الاحتياطيات.
وأضاف أن وزير البترول طلب استيراد ٣٠٠ ألف طن مازوت إضافية بقيمة ١٨٠ مليون دولار، وجرت الموافقة الفورية على طلبه، وتوجيه وزير المالية بتدبير المبلغ المعادل بالجنيه المصرى، وبدء التعاقد بالفعل على الشحنة التى تصل مصر بداية الأسبوع المقبل، من أجل زيادة الاحتياطيات الاستراتيجية المستخدمة داخل محطات الكهرباء.
غلق المحال التجارية من الساعة العاشرة مساء بداية من أول يوليو
وجه مدبولى، وزير البترول بالبدء الفورى فى التعاقد على هذه الشحنات لاستقدامها بصورة فورية لتجاوز فترة الصيف، وتم التنسيق مع وزير المالية لتدبير هذه المبالغ بالجنيه المصرى وبالتنسيق مع محافظ البنك المركزى لتدبير المعادل لها بالدولار.
وأوضح أن الحكومة ستكون قادرة على الوصول إلى هذه الشحنات بالكامل، مع الأسبوع الثالث من شهر يوليو، والتى تمكننا من وقف قطع الكهرباء بالكامل خلال فترة الصيف، مبينًا أن الحكومة ستضطر إلى الاستمرار فى تخفيف الأحمال، لمدة ٣ ساعات حتى نهاية الأسبوع الجارى؛ واعتبارًا من الأسبوع المقبل ستكون فترة تخفيف الأحمال ساعتين وتدريجيًا حتى الأسبوع الثالث من يوليو، ومع وصول كل الشحنات سيتم وقف قطع الكهرباء خلال فترة الصيف.
وأكد مدبولى حرص الدولة على تجاوز هذه الأزمة، مشيرًا إلى أنه وجه بالاستعداد لتدبير الاحتياجات والمنتجات لتشغيل جميع المحطات بكامل طاقتها لتجاوز فترة الصيف، فضلًا عن توجيهاته لوزيرى الكهرباء والبترول بوضع خطة للأشهر المتبقية من العام، عقب انتهاء فصل الصيف لتقليل عملية تخفيف الأحمال.
كما أكد رئيس الوزراء، ضرورة التوجه لترشيد استهلاك الطاقة، مشيرًا إلى أنه طلب من وزير التنمية المحلية البدء فى أولى خطوات عملية الترشيد، والتى ستبدأ اعتبارًا من أول الشهر المقبل من خلال التأكيد على غلق المحال التجارية، سواء فى الطرق أو الشوارع أو المولات، فى أنحاء الجمهورية من الساعة العاشرة مساء، فيما عدا الصيدليات والسوبر ماركت والمطاعم والتى ستغلق بحد أقصى الواحدة صباحًا، داعيًا المواطنين للمساعدة فى عملية الترشيد داخل المنازل والمنشآت، لمساعدة الدولة فى التقليل من حجم المنتجات التى تستوردها.
وأكد مدبولى أن الدولة تجاوزت الأزمة الاقتصادية الخانقة التى كانت تمر بها ومتبقٍ فقط حل مشكلة انقطاع الكهرباء، والتى سيتم العمل عليها من خلال الخطة الموضوعة لتجاوز الأزمة لينصب التركيز خلال المرحلة المقبلة على عودة الاقتصاد المصرى للانطلاق والتعافى، وتحقيق معدلات نمو عالية وجذب استثمارات كبيرة وهى خطة الحكومة خلال الفترة المقبلة.
وقال مدبولى إن الدولة تعمل على استيعاب تداعيات الأزمات الإقليمية، والتحرك فى اتجاه تنمية الاقتصاد خلال الفترة المقبلة.