عقب استقالته.. سر ”القبلة” التي أطاحت بوزير الصحة البريطاني
بعد 48 ساعة فقط من انتشار أنباء سقطته الأخلاقية وتداولها على مواقع الأنباء، استجاب وزير الصحة البريطاني مات هانكوك للضغوط وقرر التخلي عن منصبه، في رسالة تقدم بها لرئيس الحكومة.
وأثارت الصورة الغرامية التي تم تسريبها لوزير الصحة البريطاني ومساعدته، ردود أفعال صاخبة، أدت لهز الثقة في حكومة جونسون، التي تتعرض لسلسلة من الانتقادات المتوالية، بسبب أدائها المهتز والسقطات الأخلاقية والمهنية لأعضائها.
وتقدم مات هانكوك، وزير الصحة باستقالته من منصبه، بعد ثبوت خروجه على قواعد التباعد الاجتماعي، التي تتشدد الحكومة البريطانية في تطبيقها على المواطنين.
وتداولت المواقع الإخبارية صورة القبلة الغرامية التي جمعت بين وزير الصحة ومساعدته الخاصة، ما اعتبرته الأغلبية البريطانية خرقًا واضحًا لقواعد التباعد الاجتماعي، التي تفرضها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا المُستجد بين المواطنين.
وبعث هانكوك برسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، معبرًا عن أسفه الشديد حيال خذلانه لثقة المواطنين والحكومة، في الالتزام بشفافية بمعايير وقواعد التباعد الاجتماعي، في ظل تفشي الوباء بأغلب دول العالم.
وتقبل جونسون استقالة وزير الصحة التي جاءت بعد ضغوط برلمانية وجماهيرية، بعد خرق هانكوك للقواعد المفروضة لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
وجاءت الاستقالة في أعقاب تسريب صور لهانكوك مع مساعدته، جينا كولادانجيلو، قاما فيها بتبادل القبلات والعناق في وضع حميمي لا يتناسب مع قواعد الحظر والتباعد التي تنادي بها وزارة الصحة التي يترأسها.
وألمحت الحكومة إلى احتمالية تولي ساجد جاويد منصب وزير الصحة خلفًا لهانكوك الذي تقدم باستقالته.
وسبق لوزير الصحة البريطاني المُحتمل تولي حقيبتي الداخلية والخزانة من قبل.
وأكدت مصادر مُطلعة أن هانكوك رضخ للأصوات المتعالية التي نادت بإسقاطه، وتقدم باستقالته طواعية لرئيس الحكومة، في خطوة قد يستتبعها استقالة مماصلة لمساعدته كولادانجيلو التي تتولى منصب المديرة غير التنفيذي بوزارة الصحة.
وبث هانكوك مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية على تويتر، مؤكدًا نبأ استقالته من منصبه كوزير لشؤون الصحة والرعاية الاجتماعية.
واعتذر هانكوك خلال مقطع الفيديو الذي بثه لجموع الشعب البريطاني، معترفًا بخروجه عن الآداب والمعايير الأخلاقية التي تحكم وظيفته كمسؤول بارز في مكافحة فيروس كورونا، ما يجعل استقالته أفضل طريقة للتعبير عن أسفه حيال ما بدر منه.
وكانت رابطة "أسر ضحايا مرض كوفيد 19" البريطانية قد انتقدت استمرار وزير الصحة في منصبه، بعد الفضيحة الأخلاقية التي جمعته بسكرتيرته الخاصة.
وعبرت الرابطة عن غضبها الشديد من الخروقات الصحية المتتالية التي سقط فيها مات هانكوك، وزير الصحة، والتي تُلحق ضررًا كبيرًا بالتوجه الحكومي، لاقناع المواطنين بإرشادات التباعد الاجتماعي.
وتعرض وزير الصحة البريطاني لحملة انتقادات واسعة بعد تداول صورة تجمعه بمساعدته الخاصة، يظهرا فيها وهما يتبادلان القبل الحارة والعناق، ما يتعارض مع رسائل الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي، للحد من انتشار فيروس كوفيد.
واعتذر وزير الصحة بعد تسريب بعض الصور الحميمية التي تجمعه بمساعدته، جينا كولادانجيلو، والتي يُعتقد أنه التقطت خلال فترة تطبيق الحظر بشهر مايو الماضي.
وقال "تجمع عائلات ضحايا كوفيد 19 من تحقيق أجل العدالة" إن التعنت الحكومي تجاه إقالة هانكوك، قد يؤدي إلى انتهاك المواطنين، لكافة اجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا، والتي تحارب لفرضها على الشارع البريطاني، ما ينبئ بتفشي "تأثير كامينغز" وتكراره على نطاق واسع.
ويعرف "تأثير كامينغز" اصطلاحًا كوصف شائع لأي تصرف غير مقبول ويخالف التقاليد، يرتكبه أي مسؤول أثناء تواجده في السلطة، ما يدفع الجماهير لاتباعه وتقليده، وقد أُطلق في أعقاب فضيحة انتهاك مستشار رئيس الوزراء البريطاني، دومنيك كامينغز، لقواعد التباعد الاجتماعي.
في المقابل، اكتفى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون باعتذار وزير الصحة عن هذه السقطة التي خالف فيها أعراف وبروتوكول منصبه.
وأوضح المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن جونسون قبل اعتذار هانكوك، مؤكدًا ثقته الكاملة في وزير الصحة.
وعبر عدد كبير من نواب حزب المحافظين عن غضبهم إزاء التصرفات غير المسؤولة التي ارتكبها وزير الصحة مات هانكوك، مؤكدين بأنه لن ينجو من أثار تلك الفضيحة.
وأكد حزب العمال في بيان له أن الواجب الأخلاقي الذي يفرض الدفاع عن وزير الصحة بات غير موجودًا أو مُلزمًا بعد تجاوزه الأخلاقي غير المقبول، واصفًا ذلك بأنه يتعذر الدفاع عن هانكوك هذه المرة.
ودعا حزب العمال إلى إقالة مات هانكوك، وزير الصحة البريطاني، بعد خرقه لإجراءات الحد من تفشي فيروس كورونا.
وقال المتحدث باسم الحزب إن الأمر لم ملف الخروقات التي ارتكبها وزير الصحة مات هانكوك لم يغلق بعد، رغم محاولات الحكومة التستر عليه.
وكتب "تجمع عائلات ضحايا كوفيد 19 من تحقيق أجل العدالة" إلى السيد جونسون يحثه على إقالة السيد هانكوك إذا لم يستقل، وتساءلت العائلات عما إذا كان بإمكان وزير الصحة الآن امتلاك أي سلطة أخلاقية فيما يتعلق بكوفيد.
وقالت ريفكا غوتليب، من حملة التجمع إذا كان سيتم الإعلان عن مزيد من القواعد، فلماذا نستمع إلى مسؤولين حكوميين إذا كانوا هم أنفسهم لا يتبعونها.
