موقع هدف

مخاوف وهلع عربي.. القاتل الأحمر يصل إلى دبي

صورة أرشيفية
أحمد فتحي -

تداول عدد من المواطنون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مصور يرصد وصول القاتل الأحمر إلى مدينة دبي، ما تسبب في حالة من الذعر والهلع.

 

ورصد عدد من سكان مدينة دبي، أحد أشهر الكائنات التي تُشكل رعبًا لبعض المواطنين، بسبب صيتها وسمعتها السيئة وسمها القاتل، والتي تُشبه إلى حد التطابق العنكبوت الأحمر السام، وبحسب الخبراء فإن تزايد مشاهدات هذا الكائن الصغير ترجح انتقاله الذي يستوطن أستراليا، عبر إحدى سفن البضائع التي ترسو بموانئ المدينة، بحسب ما ذكره موقع "The National".

 

ويُعد العنكبوت الأحمر السام Redback، الذي يحمل علامة حمراء مميزة على ظهره منحته لقبه المُخيف، واحدًا من أشهر الكائنات التي تنتشر حولها الأساطير، والتي وصلت إلى حد تجسيدها في عدة أعمال سينمائية.

 

وبعد تداول مقطع الفيديو الذي يرصد وصول كائن يشبه العنكبوت الأحمر، إلا وأنه وحتى الآن لا يوجد أي دليل على أنه من فصيلة الـ"Redback" الأسترالية الشهيرة، فيما رجحت بعض المصادر أن يكون أحد الأنواع الثلاثة الأخرى، من فصيلة الأرملة السوداء، التي تبدو متطابقة تقريبًا مع ذاك الصنف الذي تم رصده.

 

ورجح الدكتور أدريان هدسون، عالم البيئة المُقيم في دبي، أن يكون انتقال العنكبوت المرصود وصل من استراليا عبر حركة التجارة المضطردة بالمنطقة، وبخاصة مدينة دبي.

 

وأكد هدسون أن زيادة رصد العنكبوت الأحمر - ينتمي إلى عائلة الزوع أو العنكبوت الأرملة "Latrodectus" - يُعد أمرًا طبيعيًا، نظرًا لطبيعة هذا الكائن، التي تدفعها للتتكاثر واستعمار مناطق جديدة باستمرار.

 

القاتل الأحمر.. حقائق وأساطير

 

وبالرغم من القصص والأساطير المُثيرة التي نسجها البعض وتناقلتها الأجيال لسنوات، إلا سمعة هذا الكائن المخيفة كقاتل، تبدو مبالغًا فيها إلى حد كبير.

 

وأوضح الدكتور أدريان هدسون أنه آخر حالة وفاة مسجلة من لدغة عنكبوت أحمر كانت في خمسينيات القرن الماضي.

 

وأكد هدسون أن العلم الحديث جعل من المُستحيل أن تسبب لدغة عنكبوت في وفاة أحد الأشخاص.

 

ودلل على صحة وجهة نظره عدم تسجيل أي حالة وفاة بأغلب دول العالم التي يستوطنها العنكبوت الأحمر، برغم الإبلاغ عن مئات الحوادث، فيما تشير أغلب البيانات إلى أن أعراض اللدغة "خفيفة" ولا تستدعي كل هذا القلق.

 

يتم الإبلاغ عن آلاف لدغات الأرملة السوداء في الولايات المتحدة كل عام، وفي أستراليا تسجل حوالي ألفي لدغة كل عام تقريبا.

 

ترياق سم القاتل الأحمر

 

تم التوصل إلى ترياق مضاد لسم العنكبوت الأحمر مطلع خمسينيات القرن الماضي، فيما أصبح مُتاحًا ومتداولًا بعد طرحه بشكل رسمي عام 1956، ومنذ ذلك الحين، لم تسجل أي وفيات ناتجة عن لدغة العنكبوت.

 

آثار ضئيلة.. وأعراض استثنائية

 

أكدت شيلبا مورثي، عالمة الحشرات أن لدغة العنكبوت الأحمر تسبب أثار ضئيلة في أغلب الحالات، فيما تتجاوز الأثار الطبيعية الطفيفة في بعضها، بسبب رد فعل الجسم تجاه السم المحقون.

 

وتتابع الدكتورة الإختصاصية: "اللدغات قد تؤدي إلى ألم موضعي، وخز وتورم صغير حول اللدغة"، وتضيف: "في بعض الأحيان يمكن أن تحدث أعراض أكثر خطورة ولكنها عادة ما تكون رد فعل استثنائي فردي لسم العنكبوت".