السبت 27 أبريل 2024 مـ 02:49 صـ 17 شوال 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

40 سنة.. والعيال مكبرتش

حلّت منذ أيام الذكرى الرابعة والثلاثون لوفاة الكاتب الكبير بهجت قمر، الذى رحل عن عالمنا عام ١٩٨٩ تاركًا ما يزيد على ١١٠ أعمال فنية ما بين مسرحيات وأفلام ومسلسلات، من بينها عدد كبير من الأعمال الفنية التى لا يمل الجمهور من مشاهدتها رغم تكرار عرضها مئات المرات مثل مسرحيات «ريا وسكينة- العيال كبرت- سيدتى الجميلة- أنا فين وإنتى فين- حواء الساعة ١٢- إنها حقًا عائلة محترمة- قصة الحى الغربى- علشان خاطر عيونك- شارع محمد على»، وغيرها من الأعمال التى ظلت أكثر منه شهرة، حيث لم يتم تناول سيرته بما تستحق من اهتمام، برغم تأثير أعماله وشعبيتها الممتد حتى الآن.

لاحظ معى مثلًا «ريا وسكينة»، تلك المسرحية التى لا تمل مهما أعيد عرضها، وكيف استطاع هذا الكاتب العبقرى تحويل حياة سفاحتين إلى نص كوميدى استعراضى ممتع لا يزال الجمهور يشاهده باستمتاع رغم مرور ٤١ عامًا على عرضه، ربما لا يعرف الكثيرون أن السبب الأول فى إقناع الفنانة الكبيرة شادية بالوقوف على خشبة المسرح للمرة الأولى والأخيرة فى مسرحية «ريا وسكينة» هو تميز نص بهجت قمر، فالمسرحية الشهيرة كانت مرشحة لبطولتها الفنانة شويكار فى دور «سكينة» وسهير البابلى فى دور «ريا»، لكن بسبب نصيحة من فؤاد المهندس اعتذرت شويكار عن الدور، مخافة عدم نجاح مسرحية تدور حول قاتلتين، فكر مخرج المسرحية حسين كمال فى إسناد دور «ريا» لشادية، اتصل بها هاتفيًا بهدف عرض الفكرة لترفض فكرة الوقوف على المسرح رفضًا قاطعًا معلقة: «حسين.. إنت أكيد اتجننت»، ثم تنهى المكالمة، إلا أن كمال لم ييأس، تبادرت إلى ذهنه حيلة ذكية وهى أن يطلب من شادية أن ترشح له ممثلة أخرى تقوم بالدور، وهو ما أجابت عنه شادية: «طب ابعتلى الورق»، على الفور أرسل لها الفصل الأول قبل أن تطالبه بإرسال الفصول المتبقية، بعد انتهاء قراءتها للنص كان قرارها هو الموافقة على أداء دور «ريا».

المدهش فى أعمال بهجت قمر هو بساطة الحدوتة وجودة الكوميديا النابعة من مواقف ومفارقات طازجة ومتماسكة، لاحظ مثلًا «العيال كبرت»، تلك المسرحية التى نحفظ حوارها عن ظهر قلب، ورغم ذلك لا نمل من التوقف عندها فى كل مرة يتصادف عرضها على إحدى القنوات رغم مرور ٤٤ عامًا على عرضها لأول مرة عام ١٩٧٧.. أب يكتشف أولاده عزمه على الهروب مع زوجة أخرى فيحاولون بشتى الطرق إثناءه عن تلك الرغبة قبل أن ينجحوا فى النهاية، حدوتة تبدو بسيطة، لكن معالجة بهجت قمر طرحت موضوع مسئولية الآباء تجاه أبنائهم الذى يهدد تفكك الأسرة، بالإضافة إلى مشكلات الأبناء التى تتلامس مع كل أسرة مصرية وعربية.. سلطان «سعيد صالح» الابن المستهتر، كمال «أحمد زكى» المثقف المسئول، عاطف «يونس شلبى» المراهق غير الناضج، سحر «نادية شكرى» المفتونة بأحلام الشهرة، زينب «كريمة مختار» ربة المنزل التى ينصب كل اهتمامها على بيتها وأبنائها، شخصيات ستجدها كلها أو بعضها فى كل أسرة عربية على مر الزمان، الحرفية هنا أيضًا فى خلق مواقف كوميدية راقية تفرزها كل شخصية قبل وبعد تحولها، بالإضافة إلى تحول الأب رمضان السكرى «حسن مصطفى»، رب الأسرة المتفانى الذى يقرر أن يتزوج من جديد ليعيد استمتاعه بالحياة بعد انقضاء عمره لتلبية احتياجات أسرته، وهو ما يراود كل رب أسرة فى كل مكان.

الجدير بالذكر أن أعمال الراحل الكبير بهجت قمر لا تزال تحتاج لإعادة اكتشاف وعرض، إذ قدم للسينما عشرات الأفلام المتميزة مثل: «الموظفون فى الأرض- قضية عم أحمد- أعقل زوجين فى العالم- قاتل مقتلش حد»، ومسرحيات: «واحد لقى شقة- الزيارة انتهت»، وغيرهما، بالإضافة إلى عدد من المسلسلات، أبرزها مسلسل «عيون»، بطولة فؤاد المهندس وسناء جميل، الذى يعد حتى الآن من أمتع المسلسلات الكوميدية الذى يترقب الجمهور إعادة عرضه مرات ومرات.