السبت 27 أبريل 2024 مـ 02:46 صـ 17 شوال 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

المارونية: البكاء ليس علامة قلّة إيمان أو ضعف

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بحلول الثلاثاء السادس من زمن القيامة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لماذا أبكيكَ، يا أخي الذي كنتَ تحبّني كثيرًا والذي انتُزِع منّي؟ لأنّني لم أقطعْ علاقاتي بك؛ بل تغيّرتْ كليًّا بالنسبة إليّ: حتّى الآن، كانت غير منفصلة عن الجسد، فيما أصبحت الآن غير منفصلة عن المشاعر. تبقى معي وستبقى معي إلى الأبد... لقد ذكّرني بولس الرسول ووضع حدًّا نوعًا ما لحزني من خلال هذه الكلمات: “لا نُريدُ، أَيُّها الإِخوَة، أَن تَجهَلوا مَصيرَ الأَموات لِئَلاَّ تَحزَنوا كَسائِرِ النَّاسِ الَّذينَ لا رَجاءَ لَهم”.

لكنّ البكاء كلّه ليس علامة قلّة إيمان أو ضعف. إنّ الألم الطبيعي هو أمر، وحزن عدم الإيمان هو أمر آخر... الألم ليس الوحيد الذي يسبّب الدموع: فالفرح أيضًا يجعلنا نبكي والعاطفة أيضًا تجلب البكاء والكلمة تسقي الأرض بالدموع، والصلاة، وفقًا لكلمات النبيّ داود، تبلِّل بالدموع فراشنا . حين دُفِن آباء الكنيسة، بكى شعبهم كثيرًا على نفسه. إذًا، الدموع هي علامات عاطفة وليست دوافع للألم. أنا بكيتُ، أعترفُ بذلك، لكنّ الربّ بكى أيضًا؛ هو بكى شخصًا لم يكن من عائلته، أنا بكيتُ أخي. هو، في شخص واحد، بكى البشريّة جمعاء؛ أنا سأبكيكَ، يا أخي، في جميع البشر.

لقد بكى الرّب يسوع المسيح بأحاسيسنا، وليس بأحاسيسه، لأنّ الألوهيّة لا تزرف الدّموع... بكى من خلال هذا الإنسان الذي كانت "نَفسُه حَزينَة حتَّى المَوْت"؛ بكى من خلال ذاك الذي صُلِب ومات ودُفِن؛ بكى من خلال ذاك الرجل... الذي وُلِد من العذراء.