الخميس 18 أبريل 2024 مـ 02:19 مـ 9 شوال 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

استعادة سوريا.. عد تنازلى

اجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائى، الذى أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، مساء الثلاثاء الماضى، أنه لم يتسلم أى خطابات تفيد بعقده، سيُعقد غدًا، الأحد، بمقر الأمانة العامة للجامعة فى القاهرة، بناء على طلب مصر. وعلى مدار يومى الأربعاء والخميس، أجرى سامح شكرى، وزير الخارجية، اتصالات تليفونية مع وزراء خارجية السودان والسعودية والعراق والجزائر والأردن وجيبوتى وكينيا، للتشاور وتنسيق المواقف والإعداد لهذا الاجتماع، وأيضًا، لاجتماع استثنائى آخر بشأن السودان.

من المقرر أن يبحث وزراء الخارجية العرب نتائج اجتماع عمّان الخماسى، والخطوات المقبلة فى مسار حل الأزمة السورية، إضافة إلى التصويت على قرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وسط توقعات أو ترجيحات، بعدم معارضة القرار، واكتفاء الدولة أو الاثنتين، اللتين ترفضان عودتها، بالامتناع عن التصويت. ومن المفترض أن تنتهى، اليوم السبت، الاجتماعات التحضيرية على مستوى المندوبين الدائمين، وأن يسبق الاجتماعين اجتماع مغلق لوزراء الخارجية، للتشاور بشأن الموضوعين الرئيسيين المدرجين على أجندتهما.

العلاقات السعودية الإيرانية، الأزمة اليمنية، تطورات الأوضاع فى ليبيا، ملف الرئاسة فى لبنان، تحولات النظام الدولى وتأثيراتها على العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط، و... و... وغيرها من الملفات، قد تكون حاضرة فى الاجتماعين. لكن على خلاف الاجتماع الخاص بسوريا، ليس متوقعًا أن يشهد الاجتماع بشأن السودان غير استكمال المشاورات لتوحيد الرؤى تجاه الأزمة، ولن تخرج، على الأرجح، عمّا تناوله وزير خارجيتنا فى اتصاله التليفونى مع وزير خارجية كينيا: التشاور والتنسيق بشأن الأزمة السودانية، خاصة فيما يتعلق بجهود وقف إطلاق النار وسبل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء، وتنسيق جهود حل الأزمة فى الأطر العربية والإفريقية، ومع تجمع «الإيجاد»، ودول جوار السودان. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن كل الاتصالات والجهود الدبلوماسية، التى قامت وتقوم بها مصر، تستهدف مساعدة الدولة الشقيقة على الخروج من محنتها، وتوفير البيئة الملائمة لتجاوز الأزمة بالحوار، وإعلاء المصلحة الوطنية.

تقدمت مصر، إذن، بطلب عقد الاجتماعين الاستثنائيين على مستوى وزراء الخارجية. وكنا قد أشرنا، أمس، إلى أن أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قال لزميلنا أحمد موسى، على قناة «صدى البلد»، مساء الثلاثاء، إنه لا يعرف هل ستعود سوريا للجامعة أم لا؟ وأكد أنه لم يتسلم أى خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائى، لمناقشة هذا الأمر. ولعلك تعرف أن فيصل المقداد، وزير الخارجية السورى، كان قد زار القاهرة، بداية أبريل الماضى، وبحث عددًا من الملفات الثنائية المشتركة، مع وزير خارجيتنا، الذى كان قد زار دمشق أواخر فبراير، والتقى الرئيس السورى بشار الأسد. كما شارك، أيضًا، فى الاجتماع التشاورى لدول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن والعراق، الذى استضافته مدينة جدة السعودية، فى ١٤ أبريل، واجتمع مع وزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق وسوريا، الإثنين الماضى، فى العاصمة الأردنية.

حال توافق الدول العربية على عودة سوريا إلى محيطها العربى، واستعادة الدولة الشقيقة مقعدها فى الجامعة العربية، قد يتم توجيه الدعوة إلى الخارجية السورية، للمشاركة فى اجتماع وزارى آخر، ومن المحتمل أن يترأس الرئيس بشار الأسد الوفد السورى فى القمة العربية الثانية والثلاثين، التى تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، فى ١٩ مايو الجارى، والتى يشير أحد السيناريوهات المطروحة إلى أنها قد تتولى حسم موضوع وآلية عودة سوريا، سواء بتوجيه الدعوة لها لحضور الاجتماع الختامى، أو للمشاركة فى القمة الثالثة والثلاثين.

.. وأخيرًا، نرى أن الأكثر أهمية بالنسبة لسوريا والسوريين، هو استئناف العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف مع الدول العربية، واتخاذ خطوات جادة نحو الحل الشامل للأزمة، إنسانيًا وأمنيًا وسياسيًا. وأيضًا، لدفع الولايات المتحدة، والدول الحليفة أو التابعة، عربيًا وغربيًا، إلى مراجعة سياستها تجاه الأزمة السورية، وإنهاء العقوبات على دمشق، التى تشكل عقبة رئيسية أمام بدء جهود إعادة الإعمار وإعادة توطين اللاجئين العائدين، لو عادوا.