الجمعة 29 مارس 2024 مـ 04:02 مـ 19 رمضان 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

طارق لطفى.. السهل الممتنع

طارق لطفى
طارق لطفى

بدقة الاختيار وحسن التنفيذ رسم الفنان طارق لطفى طريقه الخاص منتقلًا من نجاح إلى نجاح ومن دور استثنائى إلى آخر، لا يدع أمام الجمهور إلا توقع الأقوى والأفضل من النجم الهادئ ذى الخطوات الواثقة.

وتظهر أعماله فى السنوات الأخيرة أهم ما يميز الفنان طارق لطفى عن نجوم جيله، وهو اهتمامه الكبير بدراسة أبعاد الشخصية التى يؤديها ماديًا ونفسيًا واجتماعيًا، وتحضيره أدواره كما لو كان طالبًا مجتهدًا يتجهز لامتحان حياته ويبحث عن بذل قصارى جهده، وسط قلق حقيقى حول مدى تقبل الناس أعماله الجديدة، وذلك رغم تمكنه الكبير من أدواته وإقرار الجميع بذلك.

هذا الاجتهاد الكبير ظهر فى أوضح صوره خلال آخر عملين لطارق لطفى، وهما «مذكرات زوج» و«جزيرة غمام»، فالعمل الأول، الذى يعرض حاليًا ضمن السباق الدرامى الرمضانى، يقدم فيه شخصية زوج مصرى بسيط فى انفعالاته وحركاته وملابسه وملامحه، يعيش حياة زوجية روتينية وحياة عملية رتيبة، وكلتاهما لا تلبى طموحاته رغم استمراره فيها، ما يجعله يعانى من المشكلات مثل آلاف من الأزواج فى مجتمعنا.

أما العمل الثانى، الذى عرض فى السباق الرمضانى الماضى، فقدم فيه طارق لطفى شخصية «خلدون»، التى اتسمت بأبعادها النفسية المعقدة، ونزعتها للشر والخبث وضحكتها الصفراء، وسيطرة الكره عليها، وهو ما ظهر على شكل ضحكة صفراء وملابس سوداء ولحية مدببة وملامح شرسة، جعلت من «خلدون» نموذجًا للشر وتجسيدًا للشيطان نفسه.

هذا التميز فى أداء طارق لطفى قام على تاريخ طويل من العمل والاجتهاد، بداية من «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، ومرورًا بـ«بنتين من مصر» و«لحظات حرجة» و«جبل الحلال» وغيرها، لكنه رغم كل النجاحات لم يعترف مرة واحدة بالبطولة المطلقة، بل يؤكد أن العمل الفنى هو عبارة عن جهد جماعى لكل صنّاعه.