الجمعة 19 أبريل 2024 مـ 05:13 مـ 10 شوال 1445 هـ
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين

مهندس تايواني ينجح في تأسيس مستشفى نموذجي من «القمامة»

صورة من داخل الجناح الطبي
صورة من داخل الجناح الطبي

تمكن المهندس المعماري التايواني، آرثر هوانغ، من تصميم وتصنيع أول جناح مستشفى في العالم مبني من مواد معاد تدويرها.

ويعد آرثر هوانغ المؤسس المُشارك والرئيس التنفيذي لشركة "Miniwiz"، المتخصصة في إعادة تدوير النفايات، لتحولها إلى أكثر من 1،200 مادة يمكن استخدامها للبناء، وصنع التفاصيل الداخلية، والمنتجات الاستهلاكية.

ونجح آرثر هوانغ في تصنيع جناح نموذجي قابل للتحويل، أو "MAC"، كأول جناح مستشفى في العالم مبني من مواد معاد تدويرها، وفقاً للشركة.

وقامت الشركة بتصميمه بشراكة مع مستشفى جامعة "فو جين" الكاثوليكية في تايبيه، ومن المحتمل أن يبدأ في استقبال المرضى في وقت مبكر من يونيو.

وأشار هوانغ إلى أنه يمكن بناء نسخة قابلة للنقل من الصفر في غضون 24 ساعة، ما يسمح بنقلها إلى الأماكن ذات الحاجة الطبية العالية.

وقال هوانغ إن الجائحة أجبرته على تبني الابتكار، للتوصل إلى حلول للتكيف مع الوضع الحالي.

وتعود جذور اهتمام هوانغ بإعادة استخدام النفايات إلى ملاحظاته التي جمعها أثناء دراسته لعلم الآثار في روما عام 1999.

ولاحظ هوانغ ابتكار الحضارات القديمة، لفكرة إعادة التدوير في تأسيس وإنشاء العديد من المباني القديمة، والتي تعتمدت فيها بشكل جزئي على القمامة.

واستوحى هوانغ فكرته من الممارسة الرومانية التي كانت تخلط أجزاءً من الطين المستخدم مع الجير لتشكيل الجص المقاوم للماء، والذي استُخدم بشكل شائع في البناء.

وعمل هوانغ على تطوير طرقًا عديدة لتحويل نفايات ما بعد الاستهلاك، مثل الزجاجات البلاستيكية، إضافةً لنفايات ما بعد البناء، وما بعد الزراعة، إلى مواد تُستخدم الآن في المباني، والمطاعم، والمتاجر في جميع أنحاء العالم، من ميلانو إلى شنغهاي.

وتشير الأبحاث إلى أنه تم إعادة تدوير حوالي 9% فقط من نفايات البلاستيك التي تم إنتاجها على الإطلاق، وينتهي المطاف بمعظمها في مكب النفايات، أو يتم حرقها، وتشحن العديد من البلدان المتقدمة نفاياتها إلى أماكن أخرى لمعالجتها.

ويقول هوانغ إن أعمال شحن المواد التي سيُعاد تدويرها عبر العالم ليتم معالجتها تُعد جزءاً كبيراً من المشكلة، لأنها تزيد من مخاطر تلوث المواد، ما يجعل إعادة التدوير أمراً صعباً، كما أنها تتمتع ببصمة كربونية أكبر مقارنةً بإعادة التدوير محلياً.

واستوحى هوانغ وفريقه الفكرة من فيلم "Wall-E" لـ"ديزني"، والذي يتمحور حول روبوت صغير لديه القدرة على اكتشاف أنواعًا مختلفة من النفايات في عالم مغطى بمدافن النفايات.

وبدأ هوانغ وفريقه بتصميم آلة إعادة تدوير محمولة، وقابلة للنقل، وتعمل بالطاقة الشمسية تُدعى "Trashpresso"، ويمكن نقلها إلى الأماكن التي تشكل فيها النفايات البلاستيكية مشكلة متزايدة.

وتُعد أحدث نسخة مزودة بنظام إعادة تدوير بالذكاء الاصطناعي يمكنها اكتشاف أنواع مختلفة من البلاستيك الذي يمكن للآلة تقطيعه، وإذابته وتحويله إلى منتجات جديدة مثل الحاويات، أو البلاط.

ويقول هوانغ: "لسنا بحاجة لخلق أشياء جديدة"، مضيفًا: "نحتاج فقط إلى استخدام براعتنا، وابتكاراتنا، وقلبنا الطيب، وعقلنا السليم لتحويل هذه المواد الموجودة إلى الجيل التالي من المنتجات، والمباني لدعم اقتصادنا".