محمد عبدالوهاب.. عبقرية الغناء

هو المحطة الرئيسية فى تاريخ الموسيقى الشرقية، ليس لأنه واحد من عباقرة التلحين والتأليف والغناء، بل لأنه صاحب ثورة الإحياء والتجديد والتطوير الكبرى فى المزيكا.
عبقرية «عبدالوهاب» الذى ولد فى ١٩٠٤ فى حى باب الشعرية، والذى تحل ذكرى وفاته الـ٣٢ هذه الأيام، ظهرت مبكرًا للغاية، إذ امتلك صوتًا رنانًا وبُحة شجية وإمكانات هائلة، وعندما كان فى سن العاشرة، منحه القدر فرصة أن يشارك بالغناء فى إحدى المسرحيات، فقدم أداءً أسطوريًا فتح له باب المسارح المختلفة، ليشارك فيها مغنيًا فى الفواصل بين العروض وفى العروض نفسها.
لم يترك عبقرى الغناء مجالًا فنيًا إلا واقتحمه، فمن الغناء فى المسرح إلى الغناء فى الحفلات، إلى الغناء والتمثيل فى الأفلام، حتى اقتحم مجال الإنتاج السينمائى والغنائى، وصار واحدًا من أهم المنتجين الفنيين فى مصر.
وكان لصوته البديع دور وطنى لا ينساه التاريخ، فهو صاحب أبرز الأغنيات الحماسية التى أشعلت أفئدة الجماهير فى المحن الوطنية التى شهدتها مصر، ولا ننسى أبدًا أغنيته الشهيرة «أخى جاوز الظالمون المدى» التى غناها فى فترة العدوان الثلاثى، أو أغنية «أصبح عندى الآن بندقية» التى لحنها لأم كلثوم وغنتها فى فترة الستينيات.